للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- كما أجمعوا على أنه لا يخلد في النار أحد من أهل التوحيد وإن ارتكب بعض الكبائر (١٨).

- وأجمعوا أيضًا على أن مقترف الذنب مستحق للوعيد المرتب على ذلك الذنب (١٩).

- كما أجمعوا على أن مرتكب الكبيرة إن مات ولم يتب فأمره إلى الله تعالى إن شاء عذبه ثم أدخله الجنة، وإن شاء أدخله الجنة ابتداءً (٢٠).

قال النووي رحمه الله: "اعلم أن مذهب أهل السنة وما عليه أهل الحق من السلف والخلف أن من مات موحدًا دخل الجنة قطعًا على كل حال، فإن كان سالمًا من المعاصى أو مرتكبًا لبعضها ولكنه تاب منها ولم يحدث معصية بعد توبته فإنه يدخل الجنة ولا يدخل النار أصلًا.

وأما من كانت له معصية كبيرة ومات من غير توبة فهو في مشيئة الله تعالى، فإن شاء عفا عنه وأدخله الجنة أولًا وجعله كالقسم الأول، وإن شاء عذبه القدر الذي يريده سبحانه وتعالى ثم يدخله الجنة، فلا يخلد في النار أحد مات على التوحيد ولو عمل من المعاصى ما عمل، كما أنه لا يدخل الجنة أحد مات على الكفر ولو عمل من أعمال البر ما عمل" (٢١).

وقد دل على هذه القاعدة الكتاب والسنة والإجماع والنظر الصحيح.

أما الكتاب فقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ} (٢٢) وقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه


(١٨) انظر مجموع الفتاوى (٧/ ٢٢٢) شرح العقيدة الطحاوية (٤٤٢) لوامع الأنوار (١/ ٣٧٠).
(١٩) انظر شرح العقيدة الطحاوية (٤٤٤).
(٢٠) مسلم بشرح النووى (١/ ٣٣١).
(٢١) مسلم بشرح النووى (١/ ٣٣١).
(٢٢) سورة النساء، آية (٤٨).

<<  <   >  >>