للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان لتركه واجب (٥٦).

فهذا القيد لا بد منه، وهو كون المراد بالكمال المنفى في هذه الأحاديث: الكمال الواجب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "اسم الإيمان إذا أطلق في كلام الله ورسوله فإنه يتناول فعل الواجبات وترك المحرمات، ومن نفى الله ورسوله عنه الإيمان فلا بد أن يكون قد ترك واجبًا أو فعل محرمًا فلا يدخل في الاسم الذي يستحق أهله الوعد دون الوعيد بل يكون من أهل الوعيد" (٥٧).

٢ - وقيل: المراد إنه ينْزع منه اسم المدح الذى يُسمى به أولياء الله المؤمنون، ويستحق اسم الذم فيُقال: سارق وزان وفاجر وفاسق، وإلى هذا ذهب الطبري رحمه الله (٥٨).

٣ - وقيل: إنه يُنْزع منه الإيمان عند ارتكاب الكبيرة فإذا فارقها عاد إليه الإيمان (٥٩).

واستدل من قال بِهذا القول: بقوله -صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا زني الرجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظلة فاذا انقلع رجع إليه الإيمان" (٦٠).

* وأما الأحاديث التي ورد فيها براءة الرسول -صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ممن ارتكب بعض الكبائر فقد جاءت توجيهات أهل العلم لها كالتالي:

١ - أن المراد: ليس من المطيعين لنا ولا من المقتدين بنا، ولا من


(٥٦) انظر مجموع الفتاوى (٧/ ١٥، ٥٢٤).
(٥٧) مجموع الفتاوى (٧/ ٤٢) وانظر (٧/ ٦٧٦).
(٥٨) انظر: تَهذيب الآثار للطبرى (٢/ ٦٤٠، ٦٥٠) مسلم بشرح النووي (٢/ ٤٠٢).
(٥٩) انظر: تَهذيب الآثار للطبرى (٢/ ٦٤٨) شرح السنة للبغوى (١/ ٩٠).
(٦٠) أخرجه أبو داود من حديث أبى هريرة (عون ١٢/ ٢٩٥) ح (٤٦٧٦) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (٣/ ٨٨٧) ح (٣٩٢٤) وأخرجه الحاكم (١/ ٧٢) ح (٥٦) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبى، وصحح إسناده أيضًا الحافظ ابن حجر في الفتح (١٢/ ٦١).

<<  <   >  >>