للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن كثير: "أحاديث هذا الباب منها ما هو صحيح كما قد نص على ذلك كثير من أئمة العلماء، ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف يتقوى بالصحيح والحسن، وإذا كانت أحاديث الباب الواحد متصلة متعاضدة على هذا النمط، أفادت الحجة عند الناظر فيها" (٢٧).

٧ - قالوا: دلت الأحاديث الصحيحة أن بعضهم في الجنة وبعضهم في النار وهذا إنما يكون لأَنهم يُمتحنون في الآخرة فمن أطاع دخل الجنة ومن عصى دخل النار، وعلى هذا فإن الأطفال منقسمون إلى شقي وسعيد كالبالغين ولذلك فإنه لا يحكم لمعين من الأطفال بجنة ولا نار.

قالوا: والدليل على أن بعضهم في الجنة ما جاء في حديث سمرة بن جندب في رؤيا النبى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أطفال المشركين والمسلمين حول إبراهيم عليه السلام في الروضة (٢٨).

وأما الدليل على أن بعضهم في النار فهو ما جاء في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرًا ولو عاش لأرهق أبويه طغيانًا وكفرًا" (٢٩).

وكذلك حديث عائشة رضى الله عنها قالت: دعى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت: يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه، قال: "أو غير ذلك يا عائشة، إن الله خلق للجنة أهلًا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلًا، خلقهم لها


(٢٧) تفسير ابن كثير (٣/ ٥١).
(٢٨) رواه البخارى وقد تقدم تخريجه ص (٥٠٨).
(٢٩) رواه مسلم وقد تقدم تخريجه ص (٤٨٧).

<<  <   >  >>