للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (١٨)، (١٩).

- وأما قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الوائدة والموءودة في النار" فقد اختلف أهل العلم في تأويله ومنهم من أنكر متنه (٢٠)، وأحسن ما قيل فيه هو قول ابن القيم رحمه الله: الموءودة" في النار ما لم يوجد سبب يمنع من دخولها النار. . . ففرق بين أن تكون جهة كونِها موءودة هى التى استحقت بِها دخول النار، وبين كونِها غير مانعة من دخول النار بسبب آخر، وإذا كان تعالى يسأل عن وأد ولدها بغير استحقاق ويعذبُها على وأدها كما قال تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} (٢١) فكيف يُعذب الموءودة بغير ذنب" (٢٢).

- وأما بقية الأحاديث التى يستدل بِها أصحاب هذا القول فضعيفة لا يُحتج بِها.

قال ابن الوزير: "ليس في تعذيب الأطفال حديث صحيح صريح" (٢٣).

- وأما القول بالوقف فإن أدلة القائلين به ليس فيها ما يخالف القول بالامتحان، ولذلك فإن القائلين بالامتحان يأخذون بمدلول أدلة هذا القول غير أنَّهم يزيدون على ذلك القول بالامتحان لدلالة النصوص على ذلك (٢٤).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فأما جواب النبى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .. وهو قوله: "الله


(١٨) سورة الأنعام، آية (١٦٤).
(١٩) انظر: الفصل (٢/ ٣٨٦).
(٢٠) انظر: الفصل (٢/ ٣٨٢) التمهيد (١٨/ ١٢٠) العواصم والقواصم (٧/ ٢٤٩ - ٢٥٠) فتاوى السبكى (٢/ ٣٦٣).
(٢١) سورة التكوير، آية (٨).
(٢٢) طريق الهجرتين (٧٠٠) وانظر: روح المعاني للألوسى (٣٠/ ٥٣).
(٢٣) العواصم والقواصم (٧/ ٢٥١) وانظر: (٧/ ٢٥٧).
(٢٤) انظر ص (٥٣٠) من هذا البحث، الوجه الثالث.

<<  <   >  >>