للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- فإن كان الحامل عليها الضجر والحزن، أو قالها معترضًا على القضاء والقدر أو الشرع أو متمنيًا للشر فهو مذموم محرم (٥)، وعليه يُحمل النهى الوارد في الحديث.

- وإن كان الحامل عليها بيان محبة الخير والرغبة فيه، والإرشاد والتعليم، وبيان ما ينبغى فعله كان استعمالها جائزًا، بل قد يكون محمودًا، وعليه تُنَزل جميع النصوص التي ورد فيها استعمال الشارع لهذه الكلمة، والله تعالى أعلم.

وهذا الضابط يدخل فيه القول الثاني الذي تقدم ذكره.

- وأما القول الأول والذي فيه التفريق بين استعمال (لو) في الماضى والمستقبل، فالأول منهي عنه، والثاني جائز، فإنه يُشكل عليه حديث: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي" (٦) ونحوه فإن فيه استعمال (لو) في الماضي (٧).

وأيضًا فإن استعمال (لو) في تمني الشر غير جائز مع أنه استعمالٌ لها في الخبر عما يستقبل كما ورد في الحديث: "لو أن لي مالًا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته، فوزرهما سواء" (٨).

- وأما ما ذهب إليه الطبري -وهو القول الثالث- فبعيد جدًّا عن ظاهر الحديث، لأنه جعل النهى مخصوصًا بالجزم بالفعل الذي لم يقع، والحديث نص على الفعل إذا وقع كما في قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا .. ".

وأختم هذه المسألة بكلام قيِّم لابن القيِّم رحمه الله قال: "العبد إذا فاته


(٥) انظر القول المفيد للشيخ محمد العثيمين (٣/ ١٢٢ - ١٢٣).
(٦) تقدم تخريجه ص (٥٣٨).
(٧) انظر مسلم بشرح النووى (١٦/ ٤٥٦).
(٨) تقدم تخريجه ص (٥٤١) هامش (٤).

<<  <   >  >>