وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (١٨٦)، وعبد الرزاق (١٥٠٣٣)، والدارقطني (٢٩٢٦) من طريق معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن رسول الله ﷺ مرسلًا. قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" ٣٣٦: وصحَّح أبو داود والبزار والدارقطني وابن القطان إرساله. ورواه مالك عن الزهري، واختلف عليه أيضًا: فأخرجه مالك في "الموطأ" ٢/ ٧٢٨ - ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٤/ ١٠٠ - عن الزهري عن ابن المسيب، عن النبي ﷺ مرسلًا. قال ابن عبد البر في "التمهيد" ٦/ ٤٢٥: هكذا رواه كل من روى "الموطأ" عن مالك فيما علمت، إلا معن بن عيسى فإنه وصله، فجعله عن سعيد، عن أبي هريرة، ومعن ثقة إلا أني أخشى أن يكون الخطأ فيه من علي بن عبد الحميد الغضائري. وأخرجه الحاكم ٢/ ٥١، وابن عبد البر في "التمهيد" ٦/ ٤٢٥ - ٤٢٦، من طريق علي بن عبد الحميد الغضائري، عن مجاهد بن موسى، عن معن بن عيسى، عن مالك، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا، وتابع معنًا على رفعه محمَّد بن كثير فيما أخرجه ابن جميع في "معجم الشيوخ" ص ٢١٠ - ٢١١، من طريق أحمد بن بكرويه، عن محمَّد بن كثير، عن مالك، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، وابن بكرويه هذا يروي المناكير عن الثقات كما ذكر ذلك الذهبي في "الميزان" ١/ ٨٦. وخلاصة الأمر في هذا الحديث ما قاله ابن عبد البر في "التمهيد" ٦/ ٤٣٠: وهذا الحديث عند أهل العلم بالنقل مرسل، وإن كان قد يوصل من جهات كثيرة، فإنهم يعللونها، وهو مع هذا حديث لا يرفعه أحد منهم. وقال في ٦/ ٤٢٦ في قوله: له غنمه وعليه غرمه: قد اختلف الرواة في رفعها، فرفعها ابن أبي ذئب ومعمر وغيرهما في هذا الحديث، لكنهم رووه مرسلًا … وقد روى ابن وهب هذا الحديث فجوَّده وبيَّن أن هذا اللفظ ليس مرفوعًا، روى سحنون، ويونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن وهب قال: سمعت مالكًا ويونس بن يزيد وابن أبي ذئب، يحدِّثون عن ابن شهاب، عن ابن المسيب أن رسول الله ﷺ قال: "لا يغلق الرهن" وقال يونس: قال ابن شهاب: وكان سعيد بن المسيب يقول: الرهن ممَّن رهنه، له غنمه وعليه غرمه. فتبين برواية ابن وهب، عن يونس بن يزيد أن هذا من قول سعيد بن المسيب. اهـ. وينظر "بيان الوهم والإيهام" ٥٩٠، ٤٣١.