للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أي: إدراك معنى الكلام. وعرفًا:

وقوله: (أي: إدراك معنى الكلام)، تفسيرٌ للفهم لجَودةِ (١) الذهنِ من جهةِ تهييئِه لاقتباسِ ما يَرِدُ عليه منَ المطالبِ.

والذهنُ: قوةُ النفسِ المستعدة لاكتسابِ الحدودِ والآراءِ. وقيل: إن الفقهَ هو العلمُ. وقيل: معرفةُ قصدِ المتكلمِ. وقيل: فهمُ ما يَدِقُّ. وقيل: استخراجُ الغوامضِ والاطَّلاعُ عليها. ا. هـ. "شرح مختصر التحرير" (٢).

قوله: (وعرفًا) أي: في عرفِ الفقهاءِ، أي: اصطلاحِهم: معرفةُ الأحكامِ الشرعيَّةِ دونَ العقليَّةِ، الفرعيَّةِ لا الأصوليَّةِ، ومعرفتُها إمَّا بالفعلِ أي: بالاستدلالِ، أو بالقوَّةِ القريبةِ من الفعلِ أي: بالتهيؤ (٣) لمعرفتِها بالاستدلالِ، قال صاحبُ "المنتهى" (٤): هذا الحدُّ لأكثرِ أصحابِنا المتقدِّمين (٥). وقيل: هو العلمُ بأفعالِ المكلفين الشرعيةِ دونَ العقليةِ من تحليلٍ أو تحريمٍ، وحظرٍ أو إباحةٍ. وقيل: هو العلمُ بالأحكام الشرعيةِ. وقيل: معرفةُ كثيرٍ من الأحكام عُرفًا. وقيل: معرفةُ أحكامِ جُملٍ كثيرةٍ عُرفًا من مسائلِ الفروعِ العلميَّةِ من أدلَّتِها الحاصلةِ بها. وقيل: العلمُ بها عن أدلتِها التفصيليَّةِ بالاستدلالِ.


(١) في الأصل: "لا جودة"، والمثبت من "شرح الكوكب المنير"، ١/ ٤٠ والكلام منه، وينظر "الإحكام"، للآمدي ١/ ٧.
(٢) المسمى بـ "شرح الكوكب المنير" لابن النجار ١/ ٤٠ - ٤١، حيث اختصر ابنُ النجار كتابَ "تحرير المنقول في تهذيب علم الأصول، لعلي بن سيمان المرداوي، ثم شَرَحَه.
(٣) رسمت في الاصل: "بالنهي"، والمثبت من "شرح الكوكب المنير" ١/ ٤١، والكلام منه.
(٤) هو: ابن النجار، وقد تقدَّمت ترجمته، وكتابه المسمَّى بـ "منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات" من أهم الكتب الفقهية في المذهب الحنبلي، حيث عكف الناس عليه، وهجروا ما سواه من كتب المتقدمين، كما قاله ابن بدران في "المدخل" ص ٤٣٣.
(٥) "شرح الكوكب المنير" ١/ ٤١.