للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومتقوَّمٌ بقيمتِه، ويُقبَلُ قوله [فيها و] (١) في قَدْرِه وصفتِه لا عَيْبِه ورَدِّهِ. وإنْ جَهل ربَّه، تصدَّق به عنه مضمونًا.

ما يقومُ مقامها، والمِثْلُ أقربُ إليه من القيمةِ، وينبغي أنْ يُستثنى منه الماءُ في المفازةِ، فإنّه يُضمنُ بقيمتِه في مكانه. ذكره في "المبدع" (٢). فإنْ أَعوزَ (٣) المِثلُ لعُدْمٍ، أو بُعْدٍ، أو غلاءٍ، فقيمتُه يومَ إِعوازِه.

(و) يضمنُ (متقوَّمٌ) (٤) وهو غيرُ المِثْلِيِّ إذا تَلف أو أُتلف (بقيمتِه) يومَ تَلَفِه في بلدِه، من نقدِه أو غالبِه (ويُقبَلُ قولُه) أي: الغاصبِ (فيها) أي: في قيمةِ التالفِ؛ لأنَّه غارمٌ (و) يُقْبَلُ قولُ الغاصبِ أيضًا (في قَدْرِه) أي: قَدْرِ المغصوبِ، كأنْ قال: غصبتَ منّي عبدَيْن، فقال: بل عبد (و) في (صفتِه) كأنْ قال: غصبتني عبدًا كاتبًا. وقال الغاصب: ليس كاتبًا.

و (لا) يُقبلُ قولُ غاصبٍ في (عَيْبِه وردّه) بأن قال الغاصبُ: كان فيه أصبعٌ زائدةٌ. أو نحوه، أو: رددتُه عليك. فقولُ مالكٍ في عدمِ ذلك؛ لأنَّ الأصلَ عدمُ العَيْبِ والردُّ.

وإنْ شهدت البيّنةُ بعيبِ المغصوب، وقال غاصبٌ: كان مَعيبًا وقتَ غَصْبِه. وقال مالك: تعيَّبَ عندَكَ. فقولُ غاصبٍ؛ لأنَّه غارمٌ.

(وإنْ جَهل) غاصبٌ (ربَّه) أي: مالك المغصوب، سلَّمه إلى حاكمٍ أمينٍ، فيبرأُ من عُهْدتِه، ويلزمُه ذلك. أو (تصدَّق) غاصبٌ (به عنه) أي: عن مالكِه (مضمونًا) أي: بنيَّةِ ضمانِه إنْ جاء ربُّه، فإذا تصدَّق به، كان ثوابُه لربّه، وسقطَ عنه إثمُ الغَصْبِ. وكذا


(١) ليست في المطبوع، واستدركت من "هداية الراغب".
(٢) ٥/ ١٨١.
(٣) عزتُ الشيء وأعوزه -من باب قال-: احتجت إليه فلم أجده. "المصباح المنير" (عوز).
(٤) جاء في هامش الأصل و (س) ما نصه: [قوله: متقوم، قال في "المصباح" (قوم): قومت المتاع إذا جعلت له قيمة معلومة فتقوم هو، وشيء تقوم؛ أي: له قيمة، وهو من قومت الشئ: عدلته. انتهى بمعناه، فمقتضاه أن المتقوِّم بكسر الواو المشددة اسم فاعل] وجاء بعدها في الأصل: "هي منه"، وفي (س): "انتهى تقرير المؤلف وكتب مما كتب من خطّه".