للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إنْ لم تُرْسَل بقربه.

ويضمنُ راكب، وسائق، وقائدٌ جنايةَ يدِها، وفَمِها ووطْئِها برِجْلِها، لا ما نَفَحَتْ بها أو بذَنَبِها.

فأفسدتْ "فقضى رسولُ الله أن على أهلِ الأموالِ حِفْظَها بالنَّهار، وما أفسدتْ بالليل، فهو مضمونٌ عليهم". وفي لفظ: "أنَّ على أهل المواشي ما أفسدتْ مواشيهم بالليل". "وقضى على أهل الحوائط بحِفْظِ حوائِطِهم بالنَّهار" (١).

(إنْ لم تُرسَل) البهيمةُ نهارًا (بقربه) أي: بقربِ ما تتلفه عادة، فيضمنُ مُرسِلُها؛ لتفريطِه. وإذا طردَ دابَّة مِن زَرْعِه، لم يَضمنْ إلا أنْ يُدخِلَها مزرعةَ غيرِه، فإن اتَّصلت المَزَارعُ، صَبَر ليرجعَ على ربِّها، ولو قَدَرَ أنْ يُخرِجَها وله مُنْصَرفٌ (٢) غيرُ المَزارعِ فتركها، فهدرٌ.

(ويضمنُ راكبُ) بهيمةٍ متصرِّفٌ فيها (و) كذا (سائقٌ وقائدٌ جنايةَ يدِها، وفَمِها، ووطْئِها برجلِها) و (لا) يضمنُ (ما نَفَحَتْ (٣) بها) أي: برجلِها (أو بذَنَبِها) لحديثِ أبي هريرةَ: "رِجْلُ العَجْماءِ جُبَارٌ" (٤) رِجلُ العجماءِ -بكسر الراء-: أي: جنايةُ رجْلِ


(١) أخرجه أبو داود (٣٥٦٩)، (٣٥٧٠)، والنسائي في "الكبرى" (٥٧٥٣)، وابن ماجه (٢٣٣٢)، وهو عند أحمد (١٨٦٠٦) و (٢٣٦٩١) من طريق الزهري، عن ابن محيصة، عن البراء بن عازب. قال في "التلخيص الحبير" ٤/ ٨٦: وقال الشافعي: أخذنا به لثبوته واتصاله، ومعرفة رجاله. قلت: ومداره على الزهري، واختلف عليه … إلخ.
(٢) في الأصل و (س):"مصرف".
(٣) نفحت الدابة نفحًا: ضربت بحافرها. "المصباح المنير" (نفح).
(٤) لم نقف عليه بهذا اللفظ، وأخرج أبو داود (٤٥٩٢)، والنسائي في "الكبرى" (٥٧٥٦) عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "الرِّجْلُ جُبار".
قال أبو زعمر بن عبد البر في "التمهيد" ٧/ ٢٥ - ٢٦: وهذا حديث لا يوجد عند أحد من أصحاب الزهرى إلا سفيان بن حسين، وهو عندهم فيما ينفرد به لا تقوم به حجة.
وأخرج البخاري (١٤٩٩)، ومسلم (١٧١٠)، وهو عند أحمد (٧٢٥٤) عن أبي هريرة ، عن النبي قال: "العجماء جرحها جبار".