للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهو صُماتُ بكرٍ، ونطقُ ثيِّبٍ.

الثَّالثُ: الوليُّ، فلا تزوِّجُ امرأةٌ نفسَها، ولا غيرَها.

(وهو) أي: الإذنُ (صُماتُ بكرٍ) أي: سكوتُها، وكذا لو ضحِكَت، أو بكَتْ (ونُطقُ ثَيِّبٍ) أي: مَنْ زالَتْ بَكارتُها بوطءٍ في قُبُلٍ؛ لحديثِ أبي هريرةَ يرفعهُ: "لا تنكحُ الأيِّمُ حتَّى تستأمَرَ، ولا تُنكحُ البكرُ حتى تُستأذنَ" قالوا: يا رسول اللهِ، وكيف إذنُها؟ قال: " [أن تَسْكتَ] (١) " متَّفقٌ عليه (٢). ويشترطُ في استئذانٍ (٣) تسمِيَةُ زوْجٍ على وجهٍ تقعُ به المعرفةُ.

الشَّرطُ (الثالثُ: الوليُّ) لقوله : "لا نكاحَ إلا بوليِّ" رواهُ الخمسةُ إلَّا النَّسائيَّ (٤)، وصحَّحهُ أحمدُ وابنُ معينٍ (٥) (فلا تزوِّجُ امرأةٌ نفسَها، ولا غيرَها) كأمتها، أو بنتها.


(١) في (ح): "إن سكتت".
(٢) البخاري (٥١٣٦)، ومسلم (١٤١٩)، وهو عند أحمد (٩٦٠٥).
(٣) جاه في هامش (س) ما نصه: "قوله: في استئذان. أي: معتبر، فلا يشترط في نحو البكر. انتهى تقريره".
(٤) أبو داود (٢٠٨٥)، والترمذي (١١٠١)، وابن ماجه (١٨٨١)، وأحمد (١٩٥١٨) من حديث أبي موسى الأشعري. قال الترمذي: حديث أبي موسى حديث فيه اختلاف، ثم ذكر أن الحديث روي موصولًا من طرق عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به، ورواه شعبة والثوري عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن النبي مرسلًا ولم يذكر أبا موسى ثم قال: ورواية هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي … عندي أصح، لأن سماعهم من أبي إسحاق في أوقات مختلفة وإن كان شعبة والثوري أحفظ وأثبت من جميع هؤلاء … فإن رواية هؤلاء عندي أشبه؛ لأن شعبة والثوري سمعا هذا الحديث من أبي إسحاق في مجلس واحد. وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" ٣/ ١٥٦: وقد اختلف في وصله وإرساله.
ورواه ابن ماجه (١٨٨٠)، وأحمد (٢٢٦٠) عن ابن عباس . قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" ٣/ ١٥٦: وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو ضعيف.
قال الترمذي عقب الحديث (١١٠٢): والعمل في هذا الباب على حديث النبي : "لا نكاح إلا بولي" عند أهل العلم من أصحاب النبي منهم عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس وأبو هريرة وغيرهم. وهكذا روي عن بعض فقهاء التابعين أنهم قالوا: لا نكاح إلا بولي. منهم سعيد بن المسيب والحسن البصري وشريح وإبراهيم النخعي وعمر بن عبد العزيز وغيرهم. وبهذا يقول سفيان الثوري والأوزاعي وعبد الله بن المبارك ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق وغيرهم.
(٥) ينظر "المغني" ٩/ ٣٤٥.