للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قول: بسمِ الله،

(قولُ) بالرفعِ نائبُ فاعل "يستحبُّ": (بسمِ اللهِ) لحديثِ عليٍّ يرفعُه: "سَتْرُ ما بينَ الجنِّ وعَوراتِ بَني آدمَ إِذا دَخلَ الكَنِيفَ أن يقولَ: بِسمِ اللهِ" رواه ابن ماجه

الصغير" نقلًا عن "إحياء" الغزالي (١)، أَنَّه ينبغي أن يُقَال هذا الذكْرُ عندَ دخولِ الحمَّام. وكان الشَّيخ عبد الرحمن البهوتي الحنبلي شيخُ الشيخِ منصورٍ المؤلفِ يفعلُه، وسيأتي كلامُ الشارحِ في باب السواك عندَ قول المصنِّف: "وشأنه كله" (٢)، غير ما استثني كدخولِ الخلاءِ والحمامِ، وهذا يشيرُ إلى إلحاقِ الحمام بالخلاء. محمَّد الخلوتي.

(بسم الله) أي: يَحسُن عندَ دخولِ الخلاء، أو عند إرادةِ قضاءِ الحاجة بالصحراء. دنوشري. (سترُ ما بين … إلخ) يعني: أن اسمَ الله كالسترِ، أو سببٌ له؛ لأنَّها إذا ذكرت، ذهبت العلة، (لحديثِ علي … إلخ) ومعناه: أتحصَّنُ ببسم الله من الشَّيطان الرجيم، ويقالُ في ابتداء كُل فعل؛ تبركًا بها، وقُدمت هنا على الاستعاذةِ، لأنَّ التعوذَ هناك للقراءة، والبسملةُ من القرآن، فيقدمُ التعوذ عليها، وابتدأ بها هنا للتبركِ، بخلاف القراءة، وشرطُه أن لا يقصِد بالبسملة القرآنَ عد دخولِ الخلاء، فإنْ قصدَه [حرم]. قاله بعضهم. قاله في "المبدع" (٣).

قال محمَّد الخلوتي: لعلهُ أشارَ بقوله: قاله بعضهم، إلى التبرُّؤ منه، ووجهُ التبرؤ واضحٌ؛ لأنَّه محمولٌ على إرادةِ الدخول كما هو صريحُ روايةِ البُخاريّ (٤)، فلا وجهَ للتحريم، واستعمال الفعل في إرادتِه مستفيضٌ، كما في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل: ٩٨]، فتدبر.

(إذا دخل الكنيف) أي: إذا أراد دخولَ الكنيف.


(١) ١/ ١٣١.
(٢) "شرح منتهى الإرادات" ١/ ٨٤.
(٣) ١/ ٧٨، وما سلف بين حاصرتين منه.
(٤) بلفظ: إذا أراد أن يدخل. وهي في "صحيحه" في كتاب الوضوء، باب: ما يقول عند الخلاء، إثر الحديث (١٤٢) معلقًا، ووصله في "الأدب المفرد" (٦٩٢).