للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلا حاجةٍ،

[انتهى؛ لأنَّ حكمه في حرمة مسِّ المحدِث له، كما سيأتي، فيحرُم أن يصحبَه معه عند قضاءِ الحاجة، ولو ملفوفًا بحائلٍ إذا كان ذلك (بلا حاجةٍ)] (١)؛ لحديث أنس: (كان رسولُ اللهِ إذا دخل الخلاءَ نزَع خاتمَه" رواه الخمسةُ إلَّا أحمدَ، وصحَّحه الترمذي (٢). وقد صحَّ أنَّ نقش خاتمِه: "محمدٌ رسولُ الله" (٣).

ومحلُّ الكراهة إذا صحبَه (بلا حاجةٍ) أي: بلا ضرورةٍ تدعو إلى ذلك، بأن خاف ضياعَه، ولم يجد من يحفظُه له، فإنْ دخل الخلاءَ بالخاتم لذلك، فإنَّه يجعل فضَّه بباطن كفِّ يدٍ يُمنى، استحبابًا، ولا يُكره له حينئذٍ أن يَدخلُ به الخلاءَ، للضرورة الداعيةِ إلى ذلك.

(أنَّ نَقشَ خاتمِه … إلخ) أي: "محمَّد" سطر، و "رسول" سطر، و "الله" سطر (٤)، وظاهره أنَّه على هذا التَّرتيب، لكن لم تكن كتابته على السياق العادي، فإنَّ ضرورةَ الاحتياج إلى أن يختمَ به تقتضي أن تكونَ الأحرف المتقدِّمةُ مقلوبة ليخرج الختم مستويًا. ابن حجر في "فتحه" على البخاري (٥)، وقال أيضًا: وأمَّا قول بعض الأشياخ أنَّ كتابتَه كانت من أسفل إلى فوق، يعني أن الجلالةَ في أعلى الأسطر الثلاثة، و "محمَّد" في أسفلها، فلم أرَ التصريحَ به في شيء من الأحاديث، بل روايةُ الإسماعيلي يخالفُ ظاهرُها ذلك، فإنَّه قال فيها: "محمَّد" سطر، والثَّاني: "رسول" والثالث: (الله).


(١) في (س): "أي: فيحرم بلا حاجة إلى ذلك".
(٢) أبو داود (١٩)، والترمذي (١٧٤٦)، والنسائي في "المجتبى" ٨/ ١٧٨، وابن ماجه (٣٠٣)، وجاء في بعض نسخ الترمذي: حديث حسن غريب، وفي بعضها: حسن صحيح غريب. وينظر "أحكام الخواتم" لابن رجب ص ١٧١.
(٣) أخرجه البخاري (٦٥)، ومسلم (٢٠٩٢) من حديث أنس ، وأخرجه أيضًا البخاري (٥٨٦٥)، ومسلم (٢٠٩١) (٥٥) من حديث ابن عمر .
(٤) رواه بهذا اللفظ البخاري (٥٨٧٨) من حديث أنس بن مالك .
(٥) "فتح الباري" ١٠/ ٣٢٩.