للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستقبالُ شمسٍ أو قمرٍ.

وحَرُمَ لُبْثُهُ فوقَ حاجتِه، وبولُه وتغوُّطُه بطريقٍ،

(و) يُكره حالَ قضاءِ الحاجةِ (استقبال شمسٍ أو قمرٍ) بلا حائلِ؛ لما فيهما مِن نُورِ اللهِ تعالى، وقد رُويَ أنَّ معهما ملائكة، وأنَّ أسماءَ اللهِ تعالى مكتوبة عليهما (١).

[(وحَرُم) على قاضي الحاجة] (٢) (لُبثُه) في نحوِ خلاءٍ زمنًا (فوقَ حاجته) أي: زائدًا عليها، ولو في ظلمةِ؛ لأنَّه كشفُ عورةٍ بلا حاجةٍ، ومضرٌّ عند الأطباءِ، حتَّى قيل: إنَّه يُدمي الكَبِدَ، ويورث الباسورَ.

(و) حَرُم (بولُه وتغوُّطُه بطريقٍ) مسلوك (٣)؛ لحديث أبي هريرة: أنَّ النبي قال:

(ويكره حالَ قضاءِ الحاجة استقبالُ شمسٍ … إلخ) احترامًا وصونًا لهما عن مقابلتهما بالخارج من السبيلَين؛ لأنَّ أسماءَ اللهِ تعالى مكتوبةٌ عليهما، ولأنهما آيتان عظيمتانِ من آياتِ الله تعالى؛ لما فيهما من نورِ الله تعالى، وبهما يَستضيءُ الكونُ، ولما روي أن معهما ملائكة من ملائكةِ الرحمن، وأنهما يلعنانه حين استقبالهما بالخارج. دنوشري.

(وحرم على قاضي الحاجة لبثه … إلخ) قال ح ف: بأن يمكُثَ على البول أو الغائط بعد فراغِهما، وبعد الاستنجاء. قال البهوتي: وفعله: لَبِثَ، من باب تَعِبَ، ومصدره: اللَّبَث، بفتحتين، وقد تسكن الباء؛ تخفيفًا، واللُّبث، بضمّ اللام وسكون الباء: اسم مصدر. "مصباح" (٤). وحَرُم عليه أيضًا تغوطه بماء مطلقًا، سواء كان كثيرًا أو قليلًا، جاريًا أو راكِدًا، ولو لم يتنجَّس بذلك؛ لأنَّ النَّفْسَ تعافُه، واستثني من ذلك ماءُ البحر، وما أعِد لذلك كالجاري في المطاهر. دنوشرى مع زيادة. (بطريقٍ مسلوكٍ) أي: تَسلُك فيه الناس؛ لما


(١) أورد الأخبار ابن القيِّم في "مفتاح دار السعادة" ٢/ ٢٠٦، وابن مفلح في "المبدع" ١/ ٨٥، ومنصور البهوتي في "كشاف القناع" ١/ ٦١، وقال ابن القيم: لم ينقل عن النبي في ذلك [أي استقبال الشَّمس والقمر] كلمة واحدة لا بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مرسل ولا متصل، وليس لهذه المسألة أصل في الشرع ا. هـ. وينظر "التلخيص الحبير" ١/ ١٠٣، و "نيل الأوطار" ١/ ٩٧.
(٢) ليست في (س).
(٣) بعدها في (س): "أي: فيه".
(٤) مادة (لبث).