للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وفُرض بمكَّة مع الصلاةِ، كما رواه ابنُ ماجه (١)،

والأنفُ، فابتدأ بالمضمضةِ؛ لأنَّ اللسانَ أسرعُ الأعضاءِ حركةً وأكثرُها، وهو كثيرُ العطَبِ، قليلُ السلامةِ غالبًا، كما قال بعضهم:

يموتُ الفتى من عثرةٍ بلسانه (٢) … وليس يموتُ [المرءُ] من عثرةِ الرِّجْلِ

فعثرتُه من فيه تَرمي (٣) برأسِه … وعثرتُه بالرِّجل تَبْرَا على مهلِ (٤)

ثم بالأنفِ؛ ليتوبَ عما يشمُّ من المُحرَّماتِ [ثمَّ بالوجه ليتوب عمَّا نظر] (٥)، ثمَّ باليدين؛ ليتوبَ عن البطشِ المحرَّمِ، ثمَّ خصَّ الرأسَ بالمسحِ؛ لأنَّه مجاورٌ لمَا تقعُ فيه المحرمات (٦)، ثمَّ بالأُذُنِ؛ لسماعِ المكروهِ من الغناء، ثمَّ بالرِّجل؛ لمشيِها وسعيِها إلى ما لا ينبغي، ثمَّ أَرشدَه الشارعُ بعدَ ذلك إلى تجديدِ الإيمان، بإتيانه بالشهادتَين، واكتفَى بغسلِ هذه الأعضاء عن بقيَّة البدنِ، مع أنَّ الحدثَ يحلُّ جميعَ البدنِ، كجنابةٍ؛ للنصِّ على ذلك، واقتداءً بفعلِه . دنوشري.

(وفُرِضَ بمكَّة مع الصلاة) قبل الهجرة بسنةٍ، وليسَ من خصوصيَّاتِ هذه الأمَّة، وإنَّما الخاصُّ بها: الغرَّةُ والتحجيلُ. حفيد.


(١) لم نقف على فرضية الوضوء مع الصلاة عند ابن ماجه، بل أخرج في "سننه" (٤٦٢) عن زيد بن حارثة قال: قال رسول الله : "علَّمني جبرائيل الوضوء، … " الحديث. قال البوصيري في "الزوائد": هذا إسناد ضعيف؛ لضعف ابن لهيعة. وهو عند أحمد (١٧٤٨٠) وزاد: فعلّمه الوضوء والصلاة. وينظر "فتح الباري" ١/ ٢٣٣، و"الاستذكار" ١/ ١٨٤.
(٢) في الأصل: "من لسانه".
(٣) في الأصل: "تومي".
(٤) نسبهما صاحب "العقد الفريد" ٢/ ٤٧٣ لجعفر بن محمَّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وما بين حاصرتين منه.
(٥) ما بين حاصرتين من "كشاف القناع" ١/ ٨٣، والكلام منه.
(٦) في الأصل: "الحركة"، والمثبت من "الإقناع".