للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

والنبيُّ رتَّب الوضوءَ وقال: "هذا وضوءٌ لا يَقبَلُ اللهُ الصلاةَ إلّا به" (١). وقولُ عليٍّ : ما أُبالي إذا تمَّمتُ وضوئي بأيِّ أعضائي بدأتُ (٢). قال الإمامُ أحمدُ :

مغسولات، وفيه قطعُ النظير من نظيرِه، ولا نعلمُ لذلك فائدةً غير الترتيب، ولأنَّ الحاكِين لوضوءِ النبيِّ إنَّما حكَوه مرتَّبًا، وفِعْلُه مُفَسِّرٌ لمَا في كتاب الله تعالى، وتَوضَّأ رسولُ الله مُرتِّبًا، وقال: "هذا وضوءٌ لا يَقبَلُ اللهُ تعالى الصلاة إلا به وبمثله" (٣).

"فائدة": لو انغمسَ المحدِثُ حَدَثًا أصغرَ في ماءٍ كثيرٍ، راكد أو جارٍ، بنيَّةِ رَفْعِ الحدثِ، لم يرتفع إلَّا إذا أخرجَ أعضاءَه مرتَّبَةً، نصًّا. فيُخْرِجُ وجهَه، ثمَّ يديه، ثمَّ يمسَح رأسَه، ثمَّ يَخرُج من الماء، وقد غَسَلَ رجلَيْه.


(١) أخرجه ابن السكن في "صحيحه" كما في "التلخيص الحبير" ١/ ٨٢ - ٨٣، عن أنس بنحوه، وأخرجه أيضًا ابن ماجه (٤١٩) عن ابن عمر أنه قال: توضأ رسول الله واحدة واحدة، فقال: "هذا وضوء من لا يقبل الله منه صلاة إلا به" … الحديث. قال في "الزوائد": في الإسناد: زيد الغمِّي، وهو ضعيف، وعبد الرحيم متروك، بل كذاب، ومعاوية بن قرة لم يَلْقَ ابنَ عمر … وأخرجه أيضًا الدارقطني (٢٦١) من طريق أخرى عن ابن عمر . قال الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" ١/ ١٨٣: وهذا الطريق من أحسن طرق هذا الحديث. اهـ وينظر "نصب الراية" ١/ ٢٧ - ٣٠.
(٢) أخرجه أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" ١/ ٢٠٥، وأبو عبيد في "الطهور" (٣٢٤)، وابن أبي شيبة ١/ ٣٩، وابن المنذر في "الأوسط" ١/ ٤٢٢، والدارقطني (٢٩٣) من طريق عوف بن أبي جميلة، عن عبد الله بن عمرو بن هند عن على، به. قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" ١/ ٨٨: وفيه انقطاع.
وأخرج ابن أبي شيبة ١/ ٣٩، والدارقطني (٢٩٥)، والبيهقي ١/ ٨٧ عن علي قال: ما أبالي لو بدأت بالشمال قبل اليمين إذا توضأت. قال البيهقي: منقطع.
(٣) أخرجه أحمد (٥٧٣٥)، وابن ماجه (٤١٩) من حديث ابن عمر .
قال الألباني في "رواء الغليل" ١/ ١٢٥: لا أعلم له أصلًا بذكر الترتيب فيه إلَّا ما سيأتي من رواية ابن السكن. اهـ.
وذكر رواية ابن السكن ابنُ حجر في "التلخيص الحبير" ١/ ٨٣ من حديث أنس، ولفظه: دعا رسول الله بوضوءٍ، فغسل وجهه ويديه مرة، ورجليه مرة، وقال: "هذا وضوء من لا يقبل الله منه غيره" … إلى آخره.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ١/ ٢٣٣: حديث ضعيف، أخرجه ابن ماجه، وله طرق أخرى كلها ضعيفة.