للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأذانٍ، ورفعِ شكٍّ، وغضبٍ، أو نوى التَّجديدَ

(وأذانٍ) ونومٍ (ورفعِ شكٍّ) في حَدَثِ أصغرَ (وغَضَبٍ)؛ لأنَّه من الشيطان، والشيطانُ من النار، والماءُ يطفئُها، كما في الخبر (١).

(أو نَوىَ) بوضوئه (التجديدَ) إن سُنَّ، بأن صلَّى بينهما

(أو نوى (٢) بوضوئه التجديدَ إنْ سُنَّ، بأنْ صلَّى بينَهما) أي: بين الوضوئين؛ لخبرِ الإمام أحمد بإسنادٍ حسن: "لولا أنْ أَشُق على أمَّتي، لأمرتُهم بالوضوءِ عندَ كلِّ صلاة" (٣). وإذا انتفتِ المشقَّةُ، ثبتَ الأمرُ بالوضوءِ عندَ كلِّ صلاة، ومن جملةِ أحوالِ الأمر أنْ يكونَ للاستحباب، وفهم من قوله: "بأن صلَّى بينهما" أنَّه يُسنَّ (٤) له إذا صلَّى بالوضوءِ الأوَّل صلاةً فرضًا أو نفلًا، أمَّا إذا لم يصلِّ به، فإنَّه لا يسنُّ له التجديدُ حينئذٍ.

قال الحفيد (٥): أمَّا إذا لم يصلِّ بين الوضوئين فلا يسنُّ التجديد، وإذا لم يسنَّ، فنواه ناسيًا حَدَثَه، لم يرتفع؛ لأنَّه لم ينوِ وضوءًا مشروعًا.

قال الجدُّ الشهاب (٦): ومفهومُ كلامِه أنَّه إذا لم يكن ناسيًا حَدَثَه، أنَّه لا يصحُّ ولا


(١) أخرجه أبو داود (٤٧٨٤)، وهو في "مسند أحمد" (١٧٩٨٥) عن أبي وائل الصنعاني، عن عروة بن محمد، عن أبيه، عن عطيّة قال: قال رسول الله : "إنَّ الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تُطفأ النارُ بالماء، فإذا غضب أحدكم، فليتوضأ". قال ابن حبان في "المجروحين" ٢/ ٢٤ - ٢٥: أبو وائل الصنعاني يروي عن عروة بن محمد بن عطية العجائب التي كأنها معمولة. لا يجوز الاحتجاج به.
(٢) جاء قبلها في الأصل: "أو نوى التجديد … إلخ"، وهي تكرار لما سيذكره المصنِّف هنا.
(٣) "مسند" الإمام أحمد (٧٥١٣) من حديث أبي هريرة، وأخرجه أيضًا النسائي في "الكبرى" (٣٠٢٧).
(٤) في الأصل: "لا يسنُّ" وهو خطأ.
(٥) لعله. والله أعلم. شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد الشويكي، كان من أفاضل الحنابلة بدمشق، وكان غزير العلم، سريع الفهم، أفتى ودرَّس نحو ستين سنة، وسلَّم له فقهاء المذهب، وتولَّى القضاء نيابةٌ بدمشق مدة مديدة. (ت ١٠٠٧ هـ). "خلاصة الأثر" ١/ ٢٨٠ - ٢٨١، و"النعت الأكمل" ص ١٦٦ - ١٧٠.
(٦) لعله. والله أعلم. شهاب الدين، أبو الفضل، أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الشويكي، مفتي السادة الحنابلة بدمشق، صنَّف كتاب "التوضيح" جمع فيه بين "المقنع" و "التنقيح". (ت ٩٣٩ هـ). "الكواكب السائرة" ٢/ ٩٩، و "النعت الأكمل" ص ١٠٥ - ١٠٦. ولعلَّه جدُّ المترجَم قبله.