للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ناسيًا حدثَه، أو الغُسلَ لنحو جمعةٍ أو عيدٍ، ارتفع حدثُه.

حالَ كونه (ناسيًا حدثَه) ثمَّ بعد فراغه من الوضوءِ تذكَّر أنَّه كان مُحْدِثًا قبلَ التجديد، ارتفع حدثُه؛ لأنَّه قدْ نوى بطهارته أمرًا تُشرَع له، بل قال في "الشَّرْح الكبير" (١): لو قصدَ أنْ لا يزالَ على طهارةٍ، صحَّت طهارتُه؛ لأنَّها شرعيَّة.

وعُلمَ ممَّا تقدَّم أنَّه لو كان عالمًا بحَدَثِه، لم يرتفعْ؛ لتلاعبه.

(أو) نوى (الغُسْلَ لنحو جمعةٍ أو عيدٍ) كاستسقاء، وكان عليه نحو جنابةٍ (ارتفعَ حدثُه) إن كان ناسيًا لنحوِ الجنابة، وكذا عكسه، وإنْ نواهما، حصلا، ومِنْ هنا يُعلم أنْ ليس في مسألةِ المتن وعكسِها إلا ثوابُ ما نواه وإن أجزأ عن الآخر، والمستحبُّ أنْ يَغتَسِلَ للواجب ثمَّ للمسنون.

يرتفعُ، والمذهبُ أنَّهُ يرتفع، وهو قياسُ ما تقدَّم فيما إذا نَوى ما تُسَنُّ له الطهارةُ من الارتفاع مطلقًا، سواءٌ كان ناسيًا حَدَثه، أَوْ لا. وهذه إحدى طُرُقٍ ثلاث، وهو أصحُّها.

وقال الدنوشري: وقوله: ناسيًا حدثه، ليس بقيدٍ حيث صلَّى بينهما، بل لو كان ذاكرًا لحَدَثِه حينئذٍ، ونوى التجديدَ، أجزأَه ذلك؛ لأنَّه وضوءٌ مستحبٌّ حينئذٍ شرعًا، وكذلك لو نوى صلاة وأنَّه لا يستبيحُ غيرَها، ارتفعَ حدثه، ولغا تخصيصُه.

(حالَ كونه ناسيًا) فـ "ناسيًا" حالٌ من فاعل "نوى"؛ لأنَّه وصفٌ له، قيدٌ في عامِلِه. (وإن نواهما، حَصَلا) أي: نَوى الواجبَ والمسنون بالغُسْلِ الواحد، أو الوضوءِ الواحد حصلا أي: حصل له ثوابهما، لكن قال في "الإقناع" (٢): والمستحبُّ أن يغتسل للواجب غُسْلًا، ثمَّ للمَسنونِ غُسْلًا آخر. انتهى.

(وإنْ أجزأَ) غايةٌ لقوله: "إلا ثوابُ ما نواه".


(١) "الشرح الكبير ومعه المقنع والإنصاف" ١/ ٣١١ - ٣١٢.
(٢) ١/ ٣٩.