للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيدٍ،

قال البخاريُّ: أصحُّ شيءٍ في هذا الباب حديثُ بُسرة (١).

(بيدٍ)

الخِتان -ومسَّها المتوضئُ متَّصلة بالذَّكَر، فإنَّه ينقضُ الوضوء بمسِّها؛ لأنَّها داخلةٌ في مسمَّى الذَّكر فتدخل في حرمته أيضًا. قال في "القاموس" (٢): والقُلْفة -بالضمِّ وتُحرَّك- جِلْدة الذَّكر. دنوشري. (من آدميٍّ) فلا نقضَ بمسِّ فرجِ البهيمةِ والطيرِ؛ لأنَّه لا حرمةَ لذلك. ح ف. (ولو مَيتًا) خبرٌ لـ"كان" المحذوفةِ مع اسمها، أي: ولو كان الممسوسُ فَرْجُه مَيتًا؛ لبقاء حُرمتِه. مصنِّف (٣). (متَّصلٍ) صفةٌ لـ"فَرْجٍ". فلا نقضَ بمسٍّ منفصلٍ؛ لذهاب حُرمتِه بقطعه. مصنِّف (٣). (أصليٍّ) صفةٌ أيضًا. فلا ينقضُ مسُّ زائدٍ، ولا أحدِ فرجَي خنثى مشكلٍ؛ لاحتمال زيادتِه. مصنِّف (٣). (قُبُلًا أو دُبُرًا) أي: سواءٌ كان الممسوسُ قُبُلًا أو حَلْقةَ دُبُرٍ. فهو على حذفِ مضافٍ. (أشلَّ) أي: لا نفعَ فيه؛ لبقاء اسمِه وحرمتِه (٤). (أو قُلفةً) أي: أو كان الممسوسُ قُلْفةً، بضمِّ القافِ وسكونِ اللام، زاد الأصمعيُّ: فتح القافِ واللامِ. وهي جِلدةُ الذَّكرِ التي تُقطعُ في الخِتان. فينقضُ الوضوءَ مسُّها ما دامت متصلة، كالحَشَفة؛ لأنَّها من الذَّكَر. ولا نقضَ إذا قُطعت بمسِّها؛ لزوال الاسمِ والحُرمةِ، كالذَّكَر وأوْلى. "كشاف القناع" (٥).

(أصحُّ شيءٍ) أي: حديثٍ (في هذا الباب) وهو نقضُ الوضوءِ بمسِّ الفَرْجِ.

(بيدٍ) جارٌّ ومجرورٌ متعلِّق بقوله: "مسُّ فرجٍ .. آدميٍّ" يعني: إذا مسَّ الإنسانُ فَرْجَ آدميٍّ بيده -والمرادُ باليد من رؤوسِ الأصابعِ إلى الكوعِ، كالسَّرقةِ والتيمُّم، ولا فرقَ بين بطنِ كفِّه أو ظهرِه أو حرفِه- وكان بغير حائلٍ؛ لأنَّ ظهرَ الكفِّ جزءٌ من اليدِ، أشبهَ ظاهرَه، وهو قولُ


(١) نقله عنه الترمذي في "سننه" ١/ ١٢٩.
(٢) مادة (قلف).
(٣) "شرح منتهى الإرادات" ١/ ١٤١.
(٤) كذا في الأصل، وقد تقدَّم شرح العبارة قريبًا، وكرِّرت هنا!.
(٥) ١/ ١٢٧.