للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واغتسالٌ بصاعٍ.

وكُرِهَ إسرافٌ،

و) يُسَنُّ (اغتسالٌ بصاعٍ): وهو أربعةُ أمداد؛ لما روى أنسٌ "أنَّ النبيَّ كان يتوضَّأ بالمُدِّ، ويغتسلُ بالصَّاع" متفق عليه (١).

(وكُرِهَ اسرافٌ) في ماء؛ لحديثِ ابنِ عمرَ أنَّ النبيَّ مرَّ على سَعْدٍ وهو يتوضَّأ فقال: "ما هذا السَّرَفُ"؟ فقال: أفي الوضوءِ إسرافٌ؟ قال: "نعم، وإن كُنْتَ على نهرٍ جارٍ" رواه ابنُ ماجه (٢).

وثلثٌ عراقيٌّ، ورطلٌ وسبعٌ وثلثُ سُبعِ رطلٍ مصري. انظر "المنتهى" (٣) في باقي الأوزان.

(ويسَنُّ اغتسالٌ بصاعٍ) أي: بزنةِ صاعٍ من الماءِ وزنتُه بالدراهمِ الإسلاميَّة ستُّمئةِ درهمٍ، وخمسةٌ وثمانونَ درهمًا، وخمسةُ أسباعِ درهيم، وبالمثاقيل أربعةٌ وثمانون مثقالًا، وزنتُه بالرطل العراقيِّ خمسةُ أرطالٍ وثلثٌ عراقيَّةٌ، فيكونُ أربعةَ أمدادٍ، وأومأ الإمامُ أحمد في رواية ابن مشيش (٤) أنَّه ثمانيةُ أرطالٍ من الماء، اختاره في "الخلاف" و"منتهى الغاية"، والمذهبُ الأوَّل. دنوشري. وانظر "المنتهى" (٥) في باقي الأوزان.

(وكُرِه اسرافٌ في ماءٍ) أي: في الماءِ الذي يُغْتَسل أو يُتَوضَّأُ به، ولذلك نكَّر الشارح


(١) "صحيح" البخاري (٢٠١)، و"صحيح" مسلم (٣٢٥) (٥١)، وهو عند أحمد (٢٤٨٩٧) عن عائشة .
(٢) هو بهذا اللفظ عند ابن ماجه في "سننه" (٤٢٥)، وهو -أيضًا- عند أحمد (٧٠٦٥) لكن عن عبدِ الله بن عمرو، وليس عن عبد الله بن عمر، وأما حديثه -أي: ابن عمر- فهو عنده (٤٢٤) عن بقية، عن محمد ابن الفضل، عن أبيه، عن سالم، عنه. بلفظ: رأى رسول الله رجلًا يتوضأ فقال: "لا تسرف، لا تسرف". وكلا الحديثين ضعيف الإسناد؛ قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ١/ ١١٤ عن حديث ابن عمرو : هذا إسناد ضعيف؛ لضعف حيي بن عبد الله، وعبد الله بن لهيعة.
وعن حديث ابن عمر : هذا إسناد ضعيف؛ الفضل بن عطية ضعيف، وابنُه كذَّاب، وبقيَّة مدلس.
(٣) ١/ ٢٤.
(٤) هو محمد بن موسى بن مشيش البغدادي، كان يستملي لأبي عبدِ الله، وكان من كبار أصحابه، روى عنه مسائل، ولم تذكر المصادرُ شيئًا عن تاريخ وفاته. "طبقات الحنابلة" ١/ ٣٢٣، و"المقصد الأرشد" ٢/ ٤٩٥.
(٥) ١/ ٢٥.