للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولو على لِبْدٍ ونحوهِ.

به، كماءٍ خالطه طاهرٌ غَلَبَ على بعضِ أوصافه. فإن كان المخالط لا غبارَ له، لم يمنعِ التيمُّمَ بالتراب، كبُرّ وشعير، وإن خالطته نجاسة، لم يَجُزِ التيممُ به وإن كثر. ذكره ابنُ عقيل.

ولا يجوز التيمُّمُ بترابِ مقبرة تكرَّرَ نبشُها (١)، وإلا، أو شُكَّ فيه، جاز.

ويصح التيمُّمُ بما لَه غبارٌ (ولو على لِبْدٍ ونحوِه) كثوبٍ، وبساطٍ، وحصيرٍ، وحائطٍ وصخرةٍ، وحيوان، وبَرذَعَةِ (٢) حمار، وشجرٍ، وخشبٍ، وعِدل (٣) شعيرٍ، ونحوه، مما عليه غبارٌ طهورٌ، حتى مع وجودِ تراب. وأعجب الإمامَ أحمدَ

منصور اللغوي (٤): ليس بعربي صحيحٍ. "مُطلِع" (٥).

(فإنْ خالطه شيءٌ مما ذكر) من الجص وما عُطف عليه، فإن كانت الغلبةُ للتُّراب، جازَ التيممُ به، وإن كانت الغلبةُ للمُخالط، لم يجز التيمم، قياسًا على الماءِ.

(ف) ـأمَّا (إنْ كان المخالط لا غبارَ له) يعلقُ باليد (لم يمنع التيمُّم) لأن الإمامَ أحمدَ قد نص على جواز التيممِ من الشَّعير؛ وذلك لأنه لا يحصلُ على اليدِ منه ما يحولُ بين غبارِ التراب وبينها، بخلاف ما إذا خالطه جصٌّ أو نُورةٌ وغلبتْ أجزاؤه عليه، فإنَّه لا يصحُّ التيمُّمُ به. "شرح المنتهَى" (٦).


(١) بعدها في (ح): "لأنه نجس".
(٢) هو ما يوضع على الحمار أو البغل ليُركب عليه، كالسرج للفرس. "المعجم الوسيط" (البردعة).
(٣) العدل: نصف الحمل يكون على أحد جنبي البعبر. "المعجم الوسيط" (عدل).
(٤) هو الجواليقي، موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسن بن الجواليقي، إمامُ الخليفة المقتفي. له: "المعرَّب" و"شرح أدب الكاتب" وغير ذلك. ولد سنة ٤٦٦، وتوفي سنة ٥٤٠ هـ. "السير" ٢٠/ ٨٩. والكلام من كتابه "المعرب" ص ١٤٣.
(٥) ص ٣٤.
(٦) "المعونة" ١/ ٤٣٢ دون قوله: بخلاف ما إذا خالطه … إلى آخره.