للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وابْعَثْهُ مَقَامًا محمودًا

أو منزلةٌ أخرى، أو تفسيرٌ للوسيلة، كما نقله في "المواهب" عن الحافظ ابن كَثير (١) (وابعَثْهُ مقامًا محمودًا

(أو تفسير للوسيلة) يعني أنَّ عطفَ الفضيلة على الوسيلة عطفُ تفسير.

كما نقلَه في ("المواهب") وأمَّا "الدرجةُ العاليةُ الرفيعةُ" المدرجُ فيما يقال بعدَ الأذان، فلم أرَهُ في شيءٍ من الروايات. كذا قاله السخاويُّ في "المقاصد" (٢)، والله أعلم. منه.

(وابعثه مقامًا محمودًا) قال ابن القيِّم: الذي وقعَ في "صحيح" البخاري وأكثرِ الكتبِ بالتنكير، وهو الصحيحُ؛ لأمورٍ:

أحدها: اتفاقُ [أكثر] الرواة عليه.

الثاني: موافقةُ القرآن.

الثالثُ: أنَّ لفظَ التنكير قد يُقصَدُ [به] التعظيم (٣).

الرابع: أنَّ وجودَ اللامِ تُعَيِّنُه، وتخصُّه بمقامٍ معيَّنٍ، وحذفُها يقتضي إطلاقًا وتعددًا، ومقاماتُه المحمودةُ في الموقفِ متعدِّدَةٌ، فكانَ في التنكيرِ [من الإطلاق والإشاعة] ما ليسَ في التعريف.

الخامس: أنه كانَ يحافظُ على ألفاظِ القرآن تعريفًا وتنكيرًا وتقديمًا وتأخيرًا، كما يحافظ على معانيه. ح ف.

وقال شارح "دلائل الخيرات": مقامًا: اسمُ مصدرِ القيام، أو اسم مكانه، وعلى الأوَّل يكونُ منصوبًا على المفعول المطلق، وعلى الثاني، فقيل: إنه منصوبٌ على الظرفيَّةِ، بتقدير: ابعثُه يومَ القيامة. ويصحُّ أنْ يكون مفعولًا به، على تضمين معنى: أعطه، ويجوزُ أنْ يكون حالًا، أي: ابعثهُ ذا مقامٍ. والحاصلُ أن فيهَ أعاريبَ أربعةً.


(١) المواهب اللدنية" لشهاب الدين أحمد بن محمد القسطلَّاني ٥/ ٣٤٦، وابن كثير هو: عماد الدين، أبو الفداء، إسماعيل بن عمر، البُصروي ثم الدمشقي، الفقيه الشافعي، من مصنفاته: "البداية والنهاية،"، و"التفسير". (ت ٧٧٤ هـ). "ذيل تذكرة الحفاظ" للحافظ الحسيني ص ٥٧ - ٥٩، و"شذرات الذهب" ٨/ ٣٩٧ - ٣٩٩.
(٢) ص ٣٤٣.
(٣) في الأصل: "يقصد بالتعظيم". والتصويب وما بين حاصرتين من "بدائع الفوائد" ٢/ ٤٠٠ - ٤٠١.