للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها اجتنابُ نجاسةٍ لا يُعفَى عنها، فمن حَمَلَها

لأنَّه نهى الرِّجالَ عن التَّزَعْفُر. متفق عليه (١). وكُرِه أحمرُ خالصٌ، ومشيٌ بنعلٍ واحدة، وكونُ ثيابه فوقَ نصفِ ساقه، أو تحتَ كعبه بلا حاجةٍ، وللمرأة زيادةٌ إلى ذراع. وكُرِهَ لُبْسُ ثوبٍ يَصِفُ البشرةَ لرجلٍ أو امرأة. وثوب شُهرة، وهو: ما يُشْتَهرُ به عند الناس، ويشارُ إليه بالأصابع.

والسابع من شُرُوطِ الصَّلاة: ما أشار إليه بقولِه:

(ومنها اجتنابُ نجاسةٍ لا يُعفى عنها) في بدنِ مصلٍّ، وثوبهِ، وبقعتِهما، وعدمُ حملِها؛ لحديث: "تنزَّهوا من (٢) البول؛ فإنَّ عامَّةِ عذابِ القبر منه" (٣)، وقولِه تعالى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] (فمَنْ حَمَلَها) أي: النجاسةَ التي لا يُعفى عنها ولو بقارورةٍ،


(١) "صحيح" البخاري (٥٨٤٦)، و"صحيح" مسلم (٢١٠١) من حديث أنس بن مالك .
(٢) في (م): "عن".
(٣) أخرجه بلفظه الدارقطني (٤٥٩)، وابن الجوزي في "التحقيق" ١/ ٣٢٥: من حديث أنس . وفي إسناده: أبو جعفر الرازي، قال في "نصب الراية"١/ ١٢٨: وأبو جعفر متكلَّم فيه، قال ابن المديني: كان يخلط، وقال أحمد: ليس بقوي، وقال أبو زرعة: يَهم كثيرًا. وقال الدارقطني: والمحفوظ مرسل.
وأخرجه الدارقطني (٤٦٤) من حديث أبي هريرة، أن رسول الله قال: "استنزهوا من البول،؛ فإنَّ عامة … " وفي إسناده محمد بن الصباح السمَّان البصري؛ قال في "ميزان الاعتدال" ٣/ ٥٨٣: لا يُعرف، وخبره منكر.
وأخرجه ابن ماجه (٣٤٨)، وهو عند أحمد (٨٣٣١) من حديث أبي هريرة -أيضًا- بلفظ: "أكثر عذاب القبر من البول". قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ١/ ١٠١: هذا إسناد صحيح، رجاله عن آخرهم محتجٌّ بهم في الصحيحين. اهـ. وصحَّحه البخاري كما في "العلل الكبير" للترمذي ١/ ١٤٠.
وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (٦٤٢)، والطبراني في "الكبير" (١١١٢٠)، والحاكم ١/ ١٨٣ - ١٨٤ من حديث ابن عباس ، أن رسول الله قال: "إن عامة عذاب القبر من البول، فتنزهوا من البول". وفي إسناده: أبو يحيى القتَّات. قال في "التخليص الحبير" ١/ ١٠٦: وإسناده حسن، ليس فيه غير أبي يحيى القتَّات، وفيه لين. وقد تابعه العوَّام بن حوشب؛ وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١١١٠٤).
وأخرجه البزار في "مسنده" (٢٦٨٨) من حديث عبادة بن الصامت ، قال: سألنا رسول الله عن البول، فقال: "إذا مسكم شيء فاغسلوه؛ فإني أظن أن منه عذاب القبر". قال في "التلخيص الحبير" ١/ ١٠٦: وإسناده حسن. اهـ. ويشهد له حديث ابن عباس أنه قال: مرَّ النبي بقبرين، فقال: "إنهما ليعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول … " الحديث، وهو عند البخاري (٢١٨)، ومسلم (٢٩٢)، وأحمد (١٩٨٠).