للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجعل نحوِ جريدةٍ خضراءَ، وأيُّ قربةٍ فعلَها وجعلَ ثوابَها لمسلمٍ حيٍّ أو ميِّتٍ، نفعه.

ونُدِبَ إصلاحُ طعامٍ لأهلِ ميتٍ يُبعثُ به إليهم ثلاثًا،

قاله في "المبدع" (١).

(و) سُنَّ فعلُ ما يخفِّفُ عنه، ولو بـ (ـجَعْل) أي: وَضْعِ (نحوِ جريدةٍ خضراءَ) أي: رطبةٍ على القبر.

(وأيُّ قُرْبةٍ) من دعاءٍ، واستغفار، وصلاةٍ، وصومٍ، وحجٍّ، وقراءةٍ، وغير ذلك (فَعَلَها) مسلمٌ (وجَعَلَ ثوابَها لمسلمٍ حيٍّ أو ميِّتٍ، نفعَه) ذلك.

قال الإمام أحمد: الميِّتُ يَصلُ إليه كُلُّ شيءٍ من الخيرِ؛ للنصوصِ الواردةِ فيه (٢). ذَكَرَه المجْدُ وغيرُه، حتَّى لو أهداها للنبيِّ جاز، ووصلَ إليه ثوابُها.

(ونُدِبَ إصلاحُ طعامٍ لأهلِ ميتٍ يُبعثُ به إليهم ثلاثًا) أي: ثلاثةَ أيام؛ لقولِه :


= "ميزان الاعتدال" ٢/ ٥٧٩: شامي عن أبيه، ما روى عنه سوى مبشر بن إسماعيل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" ٢٢٠/ ١٩ - ٢٢١ (٤٩١) عن محمد بن أبي أسامة، ودحيم الدمشقي، وعلي بن بحر، كلهم عن مبشر بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج، عن أبيه العلاء، عن جده اللجلاج يرفعه.
وذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" ٢٤/ ٣١٧ عن ابن عمر ثم قال: وقد نقل عن بعض الأنصار أنه أوصى عند قبره بالبقرة، وهذا إنما كان عند الدفن، فأما بعد ذلك، فلم ينقل عنهم شيء من ذلك؛ ولهذا فرق -الإمام أحمد- في القول الثالث ين القراءة حين الدفن، والقراءة الراتبة بعد الدفن، فإن هذا بدعة لا يعرف لها أصل.
(١) ٢/ ٢٨٠.
(٢) منها ما أخرجه مسلم (١٦٣٠)، وهو عند أحمد (٨٨٤١) عن أبي هريرة أن رجلًا قال للنبي : إن أبي مات، وترك مالًا ولم يوصِ، فهل يكفِّر عنه أن أتصدَّق عنه. قال: "نعم".
ومنها ما أخرجه البخاري (١٣٨٨)، ومسلم (١٠٠٤)، وهو عند أحمد (٢٤٢٥١) عن عائشة ، أن رجلًا قال للنبي : إن أمي افتلتت نفسها، وأظنها لو تكلَّمت تصدَّقت، فهل لها أجر أن تصدَّقتُ عنها؟ قال: "نعم".
ومنها ما أخرجه مسلم (١٦٣١)، وهو عند أحمد (٨٨٤٤) من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقةٍ جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".