للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحِليةُ مِنْطَقةٍ، ونحوها.

ومن ذهبٍ قَبيعةُ سيفٍ، وما دعت إليه ضرورةٌ، كأنف.

ولنساءٍ منهما ما جرتْ عادتُهنَّ بلُبسِه ولو كَثُر.

(و) يباحُ له (حِليةُ مِنْطقَةٍ) وهي ما يُشَدُّ به الوسط، وتُسمِّيها العامَّةُ حِياصةً. واتَّخذَ الصحابةُ المناطقَ مُحلَّاةً بالفضَّة. (ونحوها) أي: المذكورات، كحِلْية جَوشنٍ (١)، وخُوذَةٍ، وخُفٍّ، ورَانٍ (٢)، وحَمائلِ سيفٍ (٣).

ولا يُباحُ غيرُ ذلك كَتَحْلِيَة الرِّكابِ، ولباسِ الخيل، كاللُّجُم (٤)، وتحليةِ دَوَاةٍ، ومِقلَمَةٍ (٥)، ومُشْطٍ، ومُكْحُلةٍ، وميلٍ، ومرآةٍ، وقنديلٍ.

(و) يُبَاحُ لذَكَرٍ (من ذهبٍ قَبيعةُ سيفٍ) لأنَّ عمرَ كان له سيفٌ فيه سبائكُ من ذهبٍ (٦) (وما دَعتْ إليه ضرورةٌ كأنفٍ) وربطِ أسنانٍ؛ لأنَّ عَرْفجةَ بنَ أسعدٍ (٧) قُطِعَ أنفُة يومَ الكُلَاب، فاتَّخذَ أنفًا من فضَّةٍ فأَنْتَن عليه، فأَمَره النبي ، فاتَّخذ أنفًا من ذهب، رواه أبو داود (٨).

(و) يباحُ (لنساءٍ منهما) أي: الذهب والفضَّة (ما جرت عادتُهنَّ بلُبسه، ولو كَثُر) كطوقٍ، وخلخَالٍ، ومقالدَ، وتاجٍ، وما أَشبهَ ذلك؛ لقوله : "أُحِلَّ الذهبُ والحريرُ


(١) بعدها في (ز): "وهو الدرع".
(٢) الران: كالخف، إلَّا أنه لاقدم له، وهو أطول من الخفّ. "القاموس" (رين).
(٣) جاء في هامش (س) ما نصه: "وله: وحمائل سيف، وهي الحلق التي يربط فيها السير. انتهى تقرير المؤلف".
(٤) في (م): "اللجم".
(٥) المقلمة، بالكسر: وعاء الأقلام. "المصباح المنير" (قلم).
(٦) أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (٣٢٥) وفيه سعيد بن مسلمة بن هشام، قال ابن معين: ليس بشئ، وقال البخاري: ضعيف. وقال ابن عدي: أرجو أن لا يترك. "ميزان الاعتدال" ٢/ ١٥٨.
(٧) في (م): "سعد" وهو: عرفجة بن أسعد بن كَرِب، وقيل: ابن صفوان التميميُّ العطاردي، له صحبة. "تهذيب الكمال" ١٩/ ٥٥٤.
(٨) في "سننه" (٤٢٣٢) و (٤٢٣٤)، وأخرجه أيضًا الترمذي (١٧٧٠)، والنسائي ٨/ ١٦٤، وأحمد (١٩٠٠٦). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. اهـ. وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" ٤/ ٦٠٩: لا يصح. اهـ. والكُلاب: اسم ماءٍ، وكان به يومٌ معروف من أيام العرب، بين البصرة والكوفة. "النهاية" (كلب).