للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤٦: «أنا أحمد بن سنان الواسطي أنا أبو عبد الرحمن المقرئ نا ورقاء عن المغيرة قال: لما مات إبراهيم دلس الحكم وأصحابه إلى حماد حتى أحدث ما أحدث. قال المقرئ يعني

الأرجاء» . ورجاله ثقات.

وعلى صحة تلك الحكاية وأنها على ظاهرها في أن القضية وقعت عقب موت إبراهيم فقد يكون ذكر أبي حنيفة مدرجاً أو قع فيه اشتهاره بالأرجاء مقرونة بعمر بن قيس الماصر كم قرناً في البيتين الذين في (تاريخ بغداد) ١٣ / ٣٨٠ و (التأنيب) ص ٥٩، وبعد التيار والتي فإبراهيم توفي في أوائل سنة ٩٧ وذلك أن أبا نعيم الفضل بن دكين قال سنة ٩٦، وقال ابن حبان: «مات بعد الحجاج بأربعة أشهر» ، والحجاج هلك في شوال سنة ٩٥، وقيل في رمضان منها، فإذا كان أبو حنيفة ولد أول سنة ثمانين فأنه يتم له عند وفاة إبراهيم ست عشر سنة ومن كان في هذا السن وهو جلد ذكي لا يمتنع أن يستعين به أصدقاء أبيه في جمع المال ونحوه ولا سيما إذا كان أبوه مرجئا فانه ينشا متحمساً لأري أبيه جاهداً فيه.

قال الأستاذ: «ومنها أنه قد تظافرت الروايات على أن أبا حنيفة قبل انصرافه إلى الفقه كان جدلياً يشتغل بعلم الكلام حتى هبط البصرة نحو عشرين مرة ليناظر القدرية وغيرهم، ثم انصرف إلى الفقه، ومن تكون سنة عند وفاة النخعي كما ذكرناه لا يمكن له الاشتغال الطويل بجدل قبل انصرافه إلى الفقه» .

أقول: ما تظافرت الروايات بل تنافرت، ففي (تاريخ بغداد) ١٣/٣٣١ من طريق

«محمد بن شجاع الثلجي ثنا الحسن بن أبي مالك عن أبي يوسف قال: قال أبو حنيفة: لم أردت طلب العلم جعلت أتخير العلوم وأسأل عن عواقبها ... قلت: فإن نظرت في الكلام ما يكون آخره؟ قالوا: لا يسلم من نظر في الكلام من مشنعات الكلام فيرما بالزندقة.. قلت: فإن تعلمت الفقه؟ قالوا: تسأل ونفتي الناس وتطلب للقضاء وأن كنت شاباً قلت: ليس في العلوم شيئاً أنفع من هذا فلزمت الثقة وتعلمت» وروايات المخالفة لهذه والموافقة لها يعلم بما فيها بالنظر في أسانيده، وهب أنه صح أن أبا حنيفة كان جديداً ثم أنصرف إلى الفقه، فمتى أنصرف؟

<<  <  ج: ص:  >  >>