للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبو الحسن المُنتاب المالكي (١) إلى أن الأمر يحمل على الندب بمجرده، وإليه ذهب أبو الفرج (٢)، وحكاه القاضي أبو محمد (٣) عن الشيخ أبي بكر الأبهري (٤) أن أوامر الباري تعالى على الوجوب، وأوامر النبي - صلى الله عليه وسلم - على الندب دون تفصيل. والمشهور عنه ما قدمناه من أن ظاهره الوجوب، وقد تقدمت أدلتنا في ذلك" (٥).

• المثال الثاني:

ما نقل عن القاضي العنبري (٦) في تصويبه لكل المجتهدين في الأصول؛


(١) هو: أبو الحسن، عبيد الله بن المنتاب بن الفضل بن أيوب البغدادي، ويعرف بالكرابيس أيضًا، وقيل في اسمه غير هذا، قاضي مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: إنه ولي قضاء مكة، وقيل: ولي القضاء بالشام أيضًا، من شيوخ المالكيين، وفهماء أصحاب مالك، وحذاقهم ونظارهم وحفاظهم، وأئمة مذهبهم، وعدده في البغداديين من أصحاب القاضي إسماعيل، وبه تفقه. من مصنفاته: "مسائل الخلاف والحجة لمالك "نحو مائتي جزء، و"فضائل مالك ومناقبه"، لم تذكر سنة وفاته.
تُنظر ترجمته في: الديباج المهذب (ص: ١٤٥)؛ ترتيب المدارك (١/ ٩) (٢/ ٥).
(٢) هو: أبو الفرج، عمرو بن محمد بن عبدالله البغدادي، الإمام الفقيه، كان فصيحًا لغويًّا، تفقه بالقاضي إسماعيل. وتتلمذ على أبي الفرج أبو بكر الأبهري وغيره. من مصنفاته: "الحاوي في مذهب مالك"، و" اللمع في أصول الفقه"، (ت: ٣٣٠ هـ).
تُنظر ترجمته في: الدبياج المذهب (ص: ٣٠٩)؛ شجرة النور الزكية (ص: ٧٩)؛ الفهرست (ص: ٢٨٣).
(٣) المراد به القاضي عبدالوهاب البغدادي، وسبقت ترجمته (ص: ١٧٢).
(٤) هو: أبو بكر، محمد بن عبدالله بن صالح بن عمر بن حفص الأبهري، كان إمام أصحابه في وقته، وانتهت إليه الرئاسة في مذهب مالك. تفقه على القاضي أبي الفرج وابن الجهم وغيرهما. من مصنفاته: "شرح المختصر الكبير لعبدالله بن عبدالحكم"، و" كتاب الأصول"، و" كتاب إجماع أهل المدينة"، (ت: ٣٧٥ هـ).

تُنظر ترجمته في: تاريخ بغداد (٥/ ٤٦٢)؛ الديباج المذهب (ص: ٣٥١)؛ شجرة النور الزكية (ص: ٩١).
(٥) إحكام الفصول في أحكام الأصول (١/ ٢٠٤).
(٦) هو: عبيدالله بن الحسن بن حصين العنبري، قاضي البصرة، محدث فقيه، أخرج له مسلم حديثًا واحدًا في صحيحه، توفي سنة (١٦٨ هـ).
يُنظر ترجمته في: حلية الأولياء (٩/ ٦)؛ تقريب التهذيب (١/ ٥٣١)؛ تهذيب التهذيب (٧/ ٨).

<<  <   >  >>