للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جنس الحكم.

والظاهر اشتبه عليه كلام الإمام، فغلط في اختصاره له" (١).

• بيان الاستدراك:

استدرك الإسنوي على البيضاوي تعريفه للمؤثر بأنه: ما أثر جنسه في نوع الحكم لا غير مخالف لأصل المنهاج الذي هو الحاصل والمحصول. وسبب هذه المخالفة: اشتباه كلام الرازي على على التاج الإرموي؛ فغلظ في اختصاره له، وكذلك فعل البيضاوي؛ فكان تعريف المؤثر الذي ذكراه على خلاف ما عند الرازي.

• المثال الرابع:

ذكر الإسنوي والزركشي: "إذا تعارض قياسان كل منهما يدل بالمناسبة على تقديم مصلحة إحداهما متعلقة بالدين والثانية بالدنيا؛ فالأول مقدم؛ لأن ثمرة الدينية هي السعادة الأبدية التي لا يعادلها شيء، كذا جزم به الإمام فخر الدين (٢) والآمدي (٣)، وحكى ابن الحاجب (٤) قولًا: إن المصلحة الدنيوية مقدمة؛ لأن حقوق الآدميين مبنية على المشاحة، ولم يذكر الآمدي ذلك قولاً؛ بل ذكره سؤالًا" (٥).

• بيان الاستدراك:

استدرك الإسنوي والزركشي على ابن الحاجب إيراده قولاً بتقديم المصلحة الدنيوية على الدينية، وذكرا منشأ الخطأ في ذلك؛ وهو ما أورده الآمدي من اعتراض على المسألة التي قررها فأخطأ ابن الحاجب في اختصاره وجعله قولاً مستقلاً.


(١) نهاية السول (٢/ ٨٦١).
(٢) المحصول (٥/ ٤٥٨).
(٣) الإحكام (٤/ ٣٣٨).
(٤) مختصر ابن الحاجب (٢/ ١٣٠٥).
(٥) يُنظر: التمهيد للإسنوي (ص: ٥١٥)؛ البحر المحيط (٦/ ١٨٩). ويُنظر كذلك: نهاية السول (٢/ ١٠١٦)

<<  <   >  >>