للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذه هي المبادئ العشرة لأي علم، من علمها جميعًا فقد تصور العلم تصورًا جيدًا؛ مما يؤهله للدخول في دراسته دراسة متمكنة.

وهذه المبادئ أشار إليها عدد من علماء الأصول (١) في مقدمة كتبهم؛ وفي مقدمتهم: إمام الحرمين الجويني (٢) إذ يقول: (حق على كل من يحاول الخوض في فن من فنون العلوم أن يحيط بالمقصود منه، وبالمواد التي منها يُستمد ذلك الفن، وبحقيقته، وفنه، وحدِّه، إن أمكنت عبارةٌ سديدة على صناعة الحد، وإن عَسُر فعليه أن يحاول الدَّرْك بمسلك التقاسيم، والغرض من ذلك: أن يكون الإقدام على تعلمه مع الحظ من العلم الجُملي بالعلم الذي يحاول الخوض فيه) (٣).

وبتطبيق هذه المبادئ على " الاستدراك الأصولي" (٤) كمدخل له نستطيع أن نلم به إلماماً جيداً.


= المبادئ التسعة السابقة، وهذا خطأ، فالواجب على طالب العلم أن يعرف المبادئ التسعة أولاً، ثم يشرع في دراسة المسائل.
(١) كالآمدي، وصفي الدين الهندي، وابن مفلح، والزركشي، وابن عبدالشكور، وعبدالعلي الأنصاري. يُنظر بالترتيب المذكور: الإحكام للآمدي (١/ ١٩ - ٢٢)؛ نهاية الوصول (١/ ١٥ - ٢٧)؛ أصول ابن مفلح (١/ ١٠ - ١٨)؛ البحر المحيط (١/ ١٥ - ٣٢)؛ مسلم الثبوت وفواتح الرحموت (١/ ٨ - ١٢).
(٢) هو: أبو المعالي، عبدالملك بن عبدالله بن يوسف بن محمد بن عبدالله الجويني، أحد كبار فقهاء الشافعية، وعلماء أصول الفقه، تفقه على والده وعلى القاضي الباقلاني. من مصنفاته: "نهاية المطلب" في الفقه، و"البرهان" في أصول الفقه، و"الشامل" في أصول الدين، (ت: ٤٧٨ هـ).
تُنظر ترجمته في: العبر (٣/ ٢٩٣)؛ طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (٥/ ١٦٥)؛ طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (١/ ٢٥٥ - ٢٥٦).
(٣) البرهان في أصول الفقه (١/ ٨٣).
(٤) على الرغم من وفرة المجال التطبيقي للاستدراك الأصولي؛ إلا أنني لم أقف على دراسة تُؤصله كعلم قائم بنفسه، فتبين حدوده، وموضوعه، ومباحثه؛ لذلك رأيت الكتابة في هذا الموضوع بإقامة دعامة له ومحاولة إثبات مبادئه العشرة، وقوى عزمي في ذلك ما ذكره د. عبدالفتاح أبو غدة: "أن فرط النضج في علم من =

<<  <   >  >>