للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذا قال الأصفهاني شارح المحصول (١) وابن الأنباري وابن التلمساني (٢)، واستحسنه القرافي (٣)، والقرطبي (٤) وقال: (لقد أحسن في هذا الاختيار أبو حامد، فكم له عليه من شاكر وحامد) (٥). وقال الشيخ (٦) في شرح العنوان: (أنه مذهب جيد؛ فإن العموم قد تضعف دلالته لبعد قرينته؛ فيكون الظن المستفاد من القياس الجلي راجحًا على الظن المستفاد من العموم الذي وصفناه، وقد يكون الأمر بالعكس؛ بأن يكون العموم قوي الرتبة ويكون القياس قياس شبه، والقاعدة الشرعية: أن العمل بأرجح الظنين واجب).

واعلم أن هذا الذي قاله الغزالي ليس مذهبًا، ولم يقله الرجل على أنه مذهب مستقل، فتأمل المستصفى (٧) تجد ذلك.


(١) يُنظر: الكاشف عن المحصول (٤/ ٥٣٤، ٥٣٧).
(٢) يُنظر: شرح المعالم (٢/ ٤٢٤).
(٣) يُنظر: نفائس الأصول (٥/ ٢١١).
(٤) هو: أبو عبدالله، محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فَرْح الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي، من كبار المفسرين، كان ورعًا متعبدًا، طارحًا للتكليف، من مصنفاته: "الجامع لأحكام القرآن"، و" قمع الحرص بالزهد والقناعة"، و" التذكار في أفضل الأذكار"، (ت: ٦٧١ هـ).

تُنظر ترجمته في: الديباج (ص: ٣١٧)؛ طبقات المفسرين للسيوطي (ص: ٩٢)؛ الأعلام (٥/ ٣٢٢).
(٥) لم أقف على قوله.
(٦) المراد به ابن دقيق العيد، وهو: أبو الفتح، محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المنفلوطي، تقي الدين، تفقه على والده، وكان والده مالكي المذهب، ثم تفقه على الشيخ عز الدين بن عبدالسلام الشافعي، فحقق المذهبين، وأفتى فيهما، كان عالماً زاهدًا ورعًا، وولي قضاء الديار المصرية. من مصنفاته: "الإلمام في أحاديث الأحكام"، و" شرح مقدمة المطرز في أصول الفقه"، و" شرح مختصر ابن الحاجب في فقه المالكية "ولم يكمله، (ت: ٧٠٢ هـ).
تُنظر ترجمته في: طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (٩/ ٢٠٧ - ٢٤٩)؛ الدرر الكامنة (٥/ ٣٥١ - ٣٥٢)؛ شذرات الذهب (٦/ ٥ - ٦).
(٧) (٣/ ٣٤٩).

<<  <   >  >>