للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد وجد السرخسي في بعض النسخ من كتاب الجصاص العبارة بالواو. (١)

• المثال الثاني:

قال السمعاني عند حديثه عن معاني الحروف في معنى حرف (الواو): "وقد رأيت بعض أصحابنا (٢) ادعى على أصحاب أبي حنيفة أنهم يدعون أنَّ (الواو) للجمع على سبيل الاقتران (٣)، وأخذ يرد عليه كما رد على من زعم أنها للترتيب والتوالي من أصحابنا.

وليس ما ادعاه مذهب أحد من أصحاب أبي حنيفة؛ وإنما يدعون أن (الواو) للجمع من غير تعرض لاقتران وترتيب، فلا معنى للرد (٤) " (٥).

وهذا الاستدراك استدركه العلاء البخاري أيضًا على بعض أصحاب أبي حنيفة حيث ظنوا أن (الواو) في مذهبهم للمقارنة فقال: "قوله: (وهي عندنا لمطلق العطف) أي مطلق الجمع من غير تعرض لمقارنة كما زعمه بعض أصحابنا على قول أبي يوسف ومحمد، ولا ترتيب كما زعمه ذلك البعض على أصل أبي حنيفة" (٦).


(١) يُنظر: كشف الأسرار للبخاري (١/ ١٠٠ - ١٠١) بتصرف.
(٢) ذكر محقق القواطع أن المقصود به الجويني، وكلامه في البرهان (١/ ١٨١ - ١٨٣) يفيد ذلك.
(٣) المرد به: الاقتران في الزمان. يُنظر: كشف الأسرار للبخاري (٢/ ٢٠٣)؛ فتح الغفار (ص: ١٧٧).
(٤) يُنظر مذهب الحنفية في: أصول السرخسي (١/ ٢٠٠ - ٢٠٧)؛ المنار للنسفي مع فتح الغفار (ص: ١٧٧).
(٥) القواطع (١/ ٥٣).
(٦) كشف الأسرار للبخاري (٢/ ٢٠٢).

<<  <   >  >>