للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال لعَائِشَةَ: بلْ أَنتِ فَتَربَتْ يَمِينكِ (١)! نعم؛ فَلْتَغْتَسلْ يا أمَّ

سلَيْمٍ إذا رأَتْ ذاكِ" (٢).

• بيان الاستدراك:

اشتمل الحديث على استدراكين:

الاستدراك الأول: استدراك أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - على أمِّ سُليْمٍ - رضي الله عنها - سؤالها عن أمر خاص بالنساء يُستحيا من ذكره عادة.

الاستدراك الثاني: استدراك النبي - صلى الله عليه وسلم - على استدراك عائشة - رضي الله عنها -، وإجابته عما سألت عنه أمُّ سُليْمٍ - رضي الله عنها -.

سبب الاستدراك: خطأ المستدرَك عليه - وهي عائشة- في استدراكها على أمِّ سُليْمٍ - رضي الله عنهما -.

نوع الاستدراك: استدراك تصحيح على المُستدرِك الأول (وهي عائشة - رضي الله عنها -).

• الحديث السادس:

" عَن الْمُغِيرةِ بن شُعْبةَ (٣)

قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى نَجْرَانَ، فَقَالَ لِي أَهْلُ


(١) قال النووي: "وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة: (بل أنت فتربت يمينك) فمعناه: أنت أحق أن يقال لك هذا؛ فإنها فعلت ما يجب عليها من السؤال عن دينها فلم تستحق الإنكار، واستحققت أنت الإنكار؛ لإنكارك ما لا إنكار فيه". المرجع السابق.
(٢) صحيح مسلم، ك: الحيض، ب: وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها، (١/ ٢٥٠/ح: ٣١٠).
(٣) هو: أبو عيسى، ويقال: أبو عبدالله، وقيل: أبو محمد، المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن مُعَتِّب الثقفي، من كبار الصحابة، وأولي الشجاعة والمكيدة، أسلم عام الخندق وقدم مهاجرًا، وقيل: قبل عمرة الحديبية وشهدها، وشهد بيعة الرضوان، وكان رجلاً طوالاً مهيبًا، ولّاه عمر البصرة، ثم الكوفة، شهد القادسية وفتح نهاوند وغيرها، (ت: ٥٠ هـ) بالكوفة.

تُنظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (٣/ ٢١)؛ الاستيعاب (٤/ ١٤٤٥)؛ الإصابة (٦/ ١٩٧).

<<  <   >  >>