للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُبين فيه جملة من أوجه الاستدلال.

فمصنف الرسالة لم يكن شاملاً لجميع موضوعات الأصول التي استقرت عند المتأخرين؛ وذلك لعدم الباعث لمزيد من الاستقصاء، فموضوعات الرسالة جاءت على قدر الحاجة في تلك المرحلة.

والناظر في كتاب الرسالة يجد الإمام الشافعي لم يكن يعرض الموضوعات الأصولية عرضًا مسترسلاً؛ بل كان مزيجًا من الحوار والمناقشة، فهو يفترض وجود مناظر يُناظره ويورد عليه الأسئلة، فيجيب عليه (١)، فنجد كثيرًا في رسالته: (قال، وقلت) (٢)، (فقال لي قائل، قلت) (٣) (فإن قال قائل، قلت) (٤).

وهذا الأسلوب الذي اتخذه الإمام الشافعي هو من قبيل الاستدراك التقديري، وهو أسلوب مفيد في باب التعليم؛ لطرد الملل، والتنبيه على موضوعات ذات أهمية.

والمتأمل في أسلوب "الفنقلة" في رسالة الشافعي يجد أنها تتحدد في ثلاث صور:

الصورة الأولى: الفنقلة البيانية التعليمية.

وهي أسلوب استفساري أُدرج في الرسالة على سبيل البيان والتعليم. (٥)


(١) ذكر مثال للاستدراك التقديري الذي استخدمه الشافعي - رضي الله عنه - في (ص: ١٣٠) من البحث.
(٢) يُنظر: الرسالة (ص: ٢٧٣، ٢٧٥، ٢٧٦ ... ).
(٣) الرسالة (ص: ٢٧٤، ٣١٠، ٣٢٣ ... ).
(٤) يُنظر: المرجع السابق (ص: ٣٣٦، ٣٤٦، ٤٤٠ ... ).
(٥) يُنظر: نظرية النقد الأصولي - دراسة في منهج النقد عند الإمام الشاطبي - (ص: ١١١).

<<  <   >  >>