للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من المجتهد في عصرهم - كابن المسيب - المنع؛ لفوات المناط المساوي (١). وفي النوادر: نعم (٢)، والاستدلال بأنهم لما سوغوا له صار مثلهم ممنوع الملازمة؛ لأن التسويغ لرتبة الاجتهاد لا يوجب ذلك المناط (٣)، والاستدلال برد شريح شهادة الحسن (٤) لعلي - رضي الله عنهما -، وكان علي يقبل الابن (٥)، ومخالفة مسروق ابن عباس في إيجاب مئة من الإبل في النذر بذبح الولد إلى إيجاب شاة (٦) لا يفيد. انتهى" (٧).

• جمع الجوامع في أصول الفقه، لتاج الدين عبدالوهاب السبكي (ت: ٧٧١ هـ) (٨). ومن شروحه التي تضمنت عددًا من الاستدراكات (٩):


(١) أي: لفوت المناط المساوي للمناط في وجوب التقليد للصحابي؛ وهو: بركة الصحبة، ومشاهدة الأمور المثيرة للنصوص والمفيدة لإطلاقها؛ حتى ذكروا عن أبي حنيفة أنه قال: إذا اجتمعت الصحابة سلمنا لهم، وإذا جاء التابعون زاحمناهم. وفي رواية: لا أقلدهم؛ هم رجال اجتهدوا، ونحن رجال نجتهد. يُنظر: التقرير والتحبير (٢/ ٤١٥).
(٢) أي في رواية النوادر: نعم يجوز تقليد التابعين كالصحابة - رضي الله عنهم جميعًا-.
(٣) أي الصحابة لما سوغوا للتابعي الاجتهاد، وزاحمهم في الفتوى؛ صار التابعي مثل الصحابة في وجوب التقليد.
(٤) هو: أبو محمد، الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي، سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وريحانته، أمير المؤمنين، وكان أشبه الناس وجهًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، (ت: ٤٥ هـ).
تُنظر ترجمته في: الكاشف للذهبي (١/ ٣٢٨)؛ الوافي بالوفيات (١٢/ ٦٧)؛ الإصابة (٢/ ٦٨).
(٥) يُنظر: هذا الأثر في سنن البيهقي، ك: آداب القاضي، ب: إنصاف الخصمين في المدخل عليه والاستماع منهما، (١٠/ ١٣٦/ح: ٢٠٢٥٢). وضعف ابن حجر هذه القصة في التلخيص الحبير (٤/ ١٩٣).
(٦) يُنظر: المبسوط للسرخسي (٨/ ١٣٩).
(٧) يُنظر: فتح الغفار (ص: ٣٤٩).
(٨) يُنظر: الأعمال على جمع الجوامع في معجم الأصوليين (٣/ ١١٧ - ١٣٨).
(٩) سأكتفي بذكر الشروح التي أوردت استدراكات على جمع الجوامع دون الأمثلة؛ تطبيقًا لما جاء في المنهج. وهذه الشروح هي التي اعتمدت في خطة الطلاب في الجامعة الإسلامية في مشروع البحث (الاستدراكات الأصولية على جمع الجوامع لابن السبكي من خلال شروحه).

<<  <   >  >>