كتاب الاستدراك الأصولي دراسة تأصيلية تطبيقية

المجموعة الثالثة: صيغ أسباب الاستدراك، وفيها أربع صيغ. - أولا: التعبير بـ (النسيان والسهو والذهول والهفوة) - ص: 678

وسَعَى سعْيَيْنِ»، وحدَّث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك، رواه النسائي (١) بإسناد رواته موثقون. وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أَحرَمَ بالْحَجِّ وَالْعمْرَةِ أَجزَأَهُ طوَافٌ وَاحدٌ وَسَعيٌ وَاحدٌ عنهما حتى يَحلَّ مِنْهمَا جميعًا» رواه الترمذي، وقال: "حسن صحيح غريب (٢) ".

فالمختار وفاقا للإمام الرازي (٣) وأتباعه (٤) وابن الحاجب (٥): أن البيان هو

---

(١) لم أقف عليه عند النسائي؛ وإنما عند الدراقطني برواية علي - رضي الله عنه - من عدة طرق، حكم على رواته، بالضعف والوهم والترك. يُنظر: سنن الدارقطني (٢/ ٢٣٦).
وأخرجه كذلك الدارقطني برواية عن ابن عمر من طريق الحكم عن مجاهد عن ابن عمر، (٢/ ٢٥٨/ح: ٩٩)، وقال: "لم يروه عن الحكم غير الحسن بن عمارة وهو متروك الحديث".
ومن رواية عبدالله بن مسعود من طريق أبي برة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله بن مسعود، وقال الدراقطني: "أبو بردة هذا هو عمرو بن يزيد ضعيف، ومن دونه في الإسناد ضعفاء". يُنظر: سنن الدارقطني (٢/ ٢٦٤/ح: ١٣٢).
ورواية عن عمران بن حصين من طريق محمد بن يحيى الأزدي عن عبدالله بن داود عن شعبة عن حميد بن هلال عن مطرف عن عمران بن الحصين، وقال الدارقطني: "يقال: إن محمد بن يحيى الأزدي حدث بهذا من حفظه فوهم". يُنظر: سنن الدارقطني (٢/ ٢٦٤/ح: ١٣٣). ويُنظر: نصب الراية (٣/ ١٠٩).
والنسائي هو: أبو عبدالرحمن، أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني، الحافظ، القاضي، كان كثير التهجد والعبادة، يصوم يومًا ويفطر يومًا، من مصنفاته: " السنن"، " الخصائص " في فضل علي - رضي الله عنه -، " فضائل الصحابة"، (ت: ٣٠٣ هـ).

تُنظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ (٢/ ٦٩٨)؛ طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (٣/ ١٤)؛ طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (١/ ٨٨).
(٢) يُنظر: سنن الترمذي، ك: الحج، ب: ما جاء أن الْقارِنَ يطُوفُ طوافًا واحدًا، (٣/ ٢٨٤/ح: ٩٤٨).
وأصله في مسلم، ك: الحج، ب: بيان جواز التّحلُّل بالإحصار وجواز القِرَانِ، (٢/ ٤٠٩/ح: ١٢٣٠).
(٣) يُنظر: المحصول (٣/ ١٨٣).
(٤) يُنظر: الحاصل (٢/ ٣٩٩)؛ التحصيل (١/ ٤١٩).
(٥) يُنظر: مختصر ابن الحاجب (٢/ ٨٨٧ - ٨٨٨).