كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

باب في الترهيب من الكفر والشرك والنفاق - فصل - ج: 1 - ص: 104

[الحيري] (١)، أخبرنا دعلج بن أحمد السجزي، حدثنا هشام بن علي السيرافي، أخبرنا عبد الله بن رجاء، حدثنا حماد بن شعيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، قال: قال معاذ بن جبل ﵁: كنا مع رسول الله ﷺ في غزوة تبوك، فأصابنا الحر، فبعد القوم، فاغتنمت خلوته، فدنوت منه؛ فإذا النبي ﷺ أدنى القوم إليَّ، فقلت: يا رسول الله؛ أي العمل يدخل الجنة؟ قال: «لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بِخِصَالِ الخَيْرِ؛ الصَوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُكَفِّرُ الخَطِيئَةَ، وَقِيَامُ الرَّجِلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ - ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ ﷺ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ [السجدة: ١٦] الآيَة -؛ وَإِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ، وَعَمُودِهِ، وَذُرْوَةِ سِنَامِهِ؛ أَمَّا رَأْسُ الأَمْرِ: فَالإِسْلَامُ، وَأَمَّا عَمُودُهُ: فَالصَّلَاةُ؛ وَأَمَّا ذُرْوَةُ سِنَامِهِ: فَالجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ» (٢).

---

(١) وفي (ق): الخيري.
(٢) صحيح بمجموع طرقه وشواهده: وهذا الإسناد منقطع ميمون بن أبى شبيب لم يدرك معاذ. "تهذيب التهذيب" (١٠/ ٣٨٩).
أخرجه هناد في "الزهد" (١٠٩٠)، والطبراني في "الكبير" (٢٩٤) من طريق منصور بن المعتمر. والطبراني في "الكبير" (٢٩٣)، والحاكم (٢٤٠٨) من طريق الأعمش. كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (٤/ ١٦٦)، والشاشي في "مسنده" (١٣٦٦)، والطبراني (٢٩٧)، وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٣٧٦ - ٣٧٧) من طريق فطر بن خليفة.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان" (٦)، والطبري في "التفسير" (٢١/ ١٠٢)، والطبراني في "الكبير" (٢٩٢)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (١٩٧)، والحاكم (٢٤٠٨) (٣٥٤٨) من طريق الأعمش. كلاهما عن الحكم وحبيب بن أبي ثابت، عن ميمون، به.
ووقع في نسخ النسائي: فطر، عن حبيب، عن الحكم، وكذا هو في "التحفة" (٨/ ٤١٨)، وقد نبه الدارقطني في "العلل" (٦/ ٧٥) على أن رواية فطر مثل رواية الأعمش، يعني عن الحكم وحبيب.
وأخرجه عبد الرزاق (٢٠٣٠٣)، ومن طريقه الترمذي (٢٨٠٤)، والنسائي في "الكبرى" (١١٣٣٥)، وأحمد (٢٢٠١٦) من طريق معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن معاذ بن جبل، به.
وانظر تتمة كلام الدارقطني في "العلل" (٦/ ٧٣) على هذا الحديث.