كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

باب العين - باب في الترغيب في العدل وفضيلة العادلين - ج: 3 - ص: 410

[باب في الترغيب في العدل وفضيلة العادلين]

٢١٧٣ - أخبرنا مكي بن منصور بن علان الكرجي، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، أخبرني كدير الضبي؛ أن رجلا أعرابيا أتى رسول الله ﷺ، فقال: أخبرني بعمل يقربني من [طاعته] (١) - أو قال: من الجنة - ويباعدني من النار. قال: «أَوَهُمَا أَعْمَلَتَاكَ؟» قال: نعم. قال: «تَقُولُ الْعَدْلَ، وَتُعْطِي الْفَضْلَ». قال: والله ما أستطيع أن أقول العدل كل ساعة وما أستطيع أن أعطي فضل مالي. قال: «فَتُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتُفْشِي السَّلَامَ». قال: وهذه أيضا شديدة. قال: «فَهَلْ لَكَ إِبِلٌ؟» قال: نعم. قال: «فَانْظُرْ بَعِيرًا مِنْ إِبِلِكَ وَسِقَاءً ثُمَّ اعْمِدْ إِلَى أَهْلِ أَبْيَاتٍ لَا يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إِلَّا غِبًّا فَاسْقِهِمْ فَلَعَلَّكَ أَنْ لَا يَهْلِكَ بَعِيرُكَ وَلَا يَنْخَرِقَ سِقَاؤُكَ حَتَّى تَجِبَ لَكَ الْجَنَّةُ». قال: فانطلق الأعرابي يُكبِّر فما انخرق سقاؤه ولا هلك بعيره حتى قتل شهيدا (٢).

---

(١) وفي (ح): طاعة.
(٢) معلول بالإرسال: في سنده كدير بن قتادة الضبي تابعي ليس له صحبة، فتكون روايته مرسلة، وهو أيضًا متكلم فيه؛ قال الذهبي: وهم من عده صحابيًّا، قواه أبو حاتم، وضعفه البخاري والنسائي، وكان من غلاة الشيعة. "ميزان الاعتدال" (٣/ ٤١٠).
والحديث:
أخرجه عبد الرزاق في"المصنف" (١٩٦٩١)، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٩/ ١٨) رقم (٤٢٢)، والبيهقي في "السنن الصغير" (١٢٥٥) بسنده، ومتنه.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (١٤٥٨)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٧٢٨) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (٢٥٠٣) من طريق وكيع، عن الأعمش، به. وقال ابن خزيمة: «لست أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من كدير».