للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٨٢ - أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أخبرنا عبد الله بن يوسف قال: سمعت أبا سعيد بن الأعرابي يقول: سمعت [سلم] (١) بن عبد الله الخراساني يقول: سمعت [الفضيل] (٢) بن عياض يقول: تفكروا واعملوا من قبل أن تندموا، ولا تغتروا بالدنيا، فإن صحيحها يسقم، ونعيمها يفنى وشبابها يهرم (٣).

[فصل]

٦٨٣ - قال محمد بن النضر الحارثي: بلغني أن عابدا تعبد في بني إسرائيل، وكان الرجل إذا تعبد منهم ثلاثين سنة أظلته غمامة، فتعبد الرجل ثلاثين سنة فلم ير شيئا يُظِلُّه، فشكا ذلك إلى والدته، فقال: يا أمه إني قد تعبدت ثلاثين سنة ولا أرى شيئا يُظِلُّنِي، [فقالت] (٤): يا بني فَكِّر هل عملت ذنبا مذ أخذت في عبادتك؟ قال: لا أعلمه. [قالت] (٥): يا بني فَكِّرْ هل هَمَمْتَ به؟ ففَكَّرَ ثم قال: ولا هممت به. قالت: يا بني بقيت خصلة إن نجوت منها رَجَوْتُ أن [يُظِلَّكَ] (٦)، قال: وما هي؟ قالت: هل رفعت بصرك إلى السماء ثم رددته بغير [فكرة] (٧)؟ قال: كثيرًا. قالت: فمن ذلك لم تظلك الغمامة (٨).


(١) وفي (ق): سالم، وفي (ج): سلام.
(٢) وفي (ق): فضيل.
(٣) إسناده ضعيف، مقطوع، أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤٨/ ٤١٢)، وفيه: سلم بن عبد الله الخرساني، وهو مجهول.
(٤) وفي (س): قالت.
(٥) وفي (ج): قال.
(٦) وفي (ق): تظلك.
(٧) وفي (ق): تفكر.
(٨) منكر: انفرد به المصنف، وهو من الإسرائيليات، وهو مخالف منكر لعموم الشريعة، ومخالف لطبيعة البشر، فقد قال يوسف: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣]، وعن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ : «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ» أخرجه البخاري في «صحيحه» (٦٢٤٣)، ومسلم في «صحيحه» (٢٦٥٧)، وأحمد في «مسنده» (٧٧١٩)، وأبو داود في «سننه» (٢١٥٢)، وغيرهم.
وقد وردت أدلة كثيرة تدل على أن النفس البشرية تقع في الذنب وتخطئ، حتى آدم أبو البشر قد أكل من الشجرة التي نهاه الله عنها، وقتل موسى نفسًا لم يؤمر بقتلها، وإبراهيم له كذبات ثلاثة، كلها في ذات الله.
بل أخرج البخاري في «صحيحه» (٧٥٠٧)، ومسلم في «صحيحه» (٢٧٥٨)، عن أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ قَالَ: " إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا- وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا- فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ- وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَبْتُ- فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا، أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ- أَوْ أَصَبْتُ- آخَرَ، فَاغْفِرْهُ؟ فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَابَ ذَنْبًا، قَالَ: قَالَ: رَبِّ أَصَبْتُ - أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ - آخَرَ، فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلَاثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ "
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ» كما أخرجه مسلم في «صحيحه» (٢٧٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>