للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤٣٣ - وقال أبو سليمان: رضي عن قوم فاستعملهم بعمل أهل الرضا، وسخط على قوم فاستعملهم بعمل أهل السخط.

وأنشدوا:

رضيت بما قسم الله لي … وفوضت أمري إلى خالقي

لقد أحسن الله فيما مضى … كذلك يحسن فيما بقي (١)

باب (٢) الترهيب من الرغبة في الدنيا وذمها

١٤٣٤ - أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر وأبو سهل حمد بن أحمد بن عمر، قالا: أخبرنا أبو عبد الله بن منده، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن سليمان، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله أن النبي اضطجع على حصير فأَثَّر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله لو عَلِمْنا بَسَطْنَا تحتك شيئا ألين من هذا. فقال: «مَا لِي وَلِلدُّنْيَا وَمَا أَنَا [مِنْهَا] (٣)، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَرَاكِبٍ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الظَّهِيرَةِ رُفِعَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فَاسْتَظَلَّ تَحْتَهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ العَشِيُّ رَاحَ وَتَرَكَهَا» (٤).


(١) زهر الآداب وثمر الألباب (٣/ ٨٨٤)، ولدر الفريد وبيت القصيد (٦/ ٣٣٢).
(٢) زيد في (ج): في.
(٣) سقطت من (ق).
(٤) صحيح، يزيد بن هارون وإن سمع من المسعودي بعد الاختلاط، متابع وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مرة: هو الجملي المرادي، وإبراهيم النخعي: هو ابن يزيد، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أحمد (٣٧٠٩) أبو يعلى (٥٢٩٢)، والشاشي (٣٤٠)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص ٢٧٢)، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (٢٧٧)، ومن طريقه ابن ماجه (٤١٠٩)، والرامهرمزي في "الأمثال" (٢٠)، وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ١٠٢ و ٤/ ٢٣٤)، وأخرجه الترمذي (٢٣٧٧)، والشاشي (٣٤١) من طريق زيد بن الحباب، والحاكم (٧٨٥٩) من طريق جعفر بن عون، وأبو نعيم في "الحلية" ٤/ ٢٣٤ من طريق آدم بن أبي إياس، أربعتهم عن المسعودي، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال أبو نعيم: لم يروه عن عمرو بن مرة متصلا مرفوعا إلا المسعودي.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (١٠٣٢٧)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص ٢٧٢، من طريق عبيد الله بن سعيد أبي مسلم الجعفي، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله. قال ابن حبان في "المجروحين" (١/ ٢٣٩): وعبيد الله بن سعيد قائد الأعمش، كثير الخطأ، فاحش الوهم، ينفرد عن الأعمش وغيره بما لا يتابع عليه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٣٢٦)، وقال: رواه الطبرانى، وفيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش، وقد وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة. قلنا: قد رأيت قول ابن حبان فيه.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (١/ ٢٣٨)، والدارقطني في "العلل" (٥/ ١٦٥)، وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٢٣٤)، من طريق حسن بن حسين العرني، عن جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
وحسن بن حسين العرني: قال ابن حبان في "المجروحين" (١/ ٢٣٨ - ٢٣٩) في ترجمته: يروي عن جرير بن عبد الحميد والكوفيين المقلوبات .... وهذا خبر ما رواه عن إبراهيم إلا المسعودي، فإنه روى عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم. ثم قال: فأما جرير بن عبد الحميد، فليس هذا من حديثه، والراوي عنه هذا الحديث إما أن يكون متعمدا فيه بالوضع أو بالقلب.
قلنا: وقد أورد الدارقطني الحديث في "العلل" (٥/ ١٦٣ - ١٦٤) من طريق المسعودي عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم النخعي، به. ثم قال: ورواه إبراهيم بن عبد الله العبسي، عن عبيد الله بن موسى، عن المسعودي، عن حماد، عن إبراهيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>