للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جعفر بن محمد: إنَّ يوسف ظُلِمَ فغفر، وإن يعقوب ابتُلِيَ فصبر، وإن سليمان أُعْطِىَ فشكر، فهؤلاء أسلافُك، وأنت أحق الناس اقتداءً بهم. فقال له أمير المؤمنين: صدقت وأصبت الرأي، وفقك الله يا عبد الله، فإني قد وهبت ذنوبهم وما كان منهم من إساءة لك؛ فأمر له بألف دينار، فقال جعفر بن محمد: إني لفي غِنَاء، فلم يزل يزيده حتى بلغ أربعة آلاف دينار. فقال جعفر بن محمد: فيأذن أمير المؤمنين أن أُصَيِّرَهَا صلةً منك في أهلي وقرابتك؟ فأذن له في ذلك، ثم قال له: ألك حاجة؟ قال: نعم، يأذن لي أمير المؤمنين في الرجوع من حيث جئت. قال: قد أذنت لك فاكفني مَنْ قِبَلَكَ مِنْ أَهْلِك، فودَّعَه جعفر بن محمد وخرج. قال الربيع: فتبعته، [فقلت] (١): إني رجل كما تراني أخدم السلطان، [وقد] (٢) رأيتك حركت شفتيك بشيء، وقد كان أمير المؤمنين في غاية الغضب عليك، ثم قد رأيته وما (٣) لَقِيَكَ به من التعظيم. فقال جعفر بن محمد: نعم، قلت شيئا حدثني به أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب أن رسول الله قال له: «يَا عَلِيُّ، إِذَا حَزَبَكَ أمْرٌ فَقُلِ: اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، وَاكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ، وَاغْفِرْ لِي بِقُدْرَتِكَ حَتَّى لَا أَهْلَكُ، وَأَنْتَ رَجَائِي، [رَبِّ كَمْ] (٤) [مِنْ] (٥) نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي، وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي، فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْنِي، وَيَا مَنْ رَآنِي عَلَى الْبَلَايَا فَلَمْ يَفْضَحْنِي، يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لَا يَنْقَضِي أَبَدًا، وَيَا ذَا النَّعْمَاءِ الَّتِي لَا تُحْصَى أَبَدًا، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبِكَ أَدْرَأُ فِي نُحُورِ الْأَعْدَاءِ وَالْجَبَّارِينَ، اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى دِينِي بِالدُّنْيَا وَعَلَى آخِرَتِي بِالتَّقْوَى، وَاحْفَظْنِي فِيمَا غِبْتُ عَنْهُ، وَلَا


(١) وفي (ق): وقلت.
(٢) وفي (س): فقد.
(٣) زيد في (ق): قد.
(٤) وفي (ق): فكم.
(٥) ليست في (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>