للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا. فَيَقُولُ اللهُ ﷿: لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا (١) تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا - وَرَبُّهُ ﷿ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ ﷿ يَعْذُرُهُ لأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ -، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ اللهُ ﷿: أَيَسُرُّكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَتَسْتَهْزِئُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَدِيرٌ» (٢).

١٤١٧ - أخبرنا أبو الحسين الهمداني، أخبرنا أبو الحسن الفقيه، حدثنا غياث، حدثنا الحسن بن المثنى، حدثنا أبو بكر البغدادي، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا جعفر، حدثنا عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت رجلا يسأل عمي وهبا في المسجد الحرام، فقال: حدِّثْنِي عن زبور داود ؟ فقال: وجدت في آخره ثلاثين سطرا: يا داود اسمع مني والحق أقول، من لقيني وهو يحبني أدخلته جنتي، يا داود اسمع مني والحق أقول، [من لقيني] (٣) وهو يخاف عذابي لم أعذبه. يا داود اسمع مني والحق أقول، من لقيني وهو مُسْتَحْيِي من معاصيَّ أنسيتُ حفظته ذنوبَه. يا داود اسمع مني والحق أقول، لو أن عبدًا من عبادي عمل حشو الدنيا ذنوبا ثم ندم حَلْبَ شاة فاستغفرني مرة واحدة فعَلِمت من قلبه أنه لا يريد أن يعود إليها ألقيتُها عنه أسرع من هَبْطِ المَطَرِ إلى الأرض. يا داود اسمع مني والحق أقول، لو أن عبدا من عبادي أتاني بحسنة واحدة حكَّمته في جنتي. قال داود : إلهي من أجل ذلك لا يحل لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك. يا داود: إنما يكفي أوليائي اليسير من العمل كما يكفي الطعام من الملح. هل تدري يا داود متى أتولاهم؛ إذا طَهَّرُوا قلوبهم من الشرك، ونزعُوا من قلوبهم الشك،


(١) زيد في (ج): أن.
(٢) أخرجه البخاري (٦٥٧١)، ومسلم (١٨٦) من طريق جَرِيرٍ بهذا الإسناد.
(٣) كررت في (ق).

<<  <  ج: ص:  >  >>