للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبره أن عمرو بن عوف - وهو حليف بني عامر بن لؤي، وكان شهد بدرًا مع رسول الله ، أخبره أن رسول الله بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله هو صَالَحَ أهل البحرين وأمَّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسَمِعَتِ الأنصار بقدومه فوافت صلاة الفجر مع رسول الله ، فلما انصرف تعرَّضُوا له فتبسم رسول الله حين رآهم، وقال: «أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَنَّهُ جَاءَ بِشَيْءٍ؟» قالوا: أجل. قال: «فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمُ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُلْهِيَكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ» (١).

قوله: (فوافت) أي: جاءت وحضرت، وقوله: (فتنافسوها) أي: فتتنافسوها، حذفت منها إحدى التاءين، ومعنى التنافس: التحاسد والحرص.

١٤٣٧ - أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أخبرنا محمد بن عمر بن خلف [الوراق] (٢)، حدثنا عبد الله بن أبي داود، حدثنا عيسى بن حماد، أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة أن رسول الله خرج يوما فصلى على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: «إِنِّي فَرَطُكُمْ، [وَأَنَا] (٣) شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي وَاللهِ لَأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الآنَ، وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ - أَوْ: مَفَاتِيحَ الأَرْضِ -، وَإِنِّي وَاللهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا» (٤).

١٤٣٨ - أخبرنا أحمد بن زاهر الطوسي، أخبرنا محمد بن إبراهيم الفارسي،


(١) أخرجه البخاري (٣١٥٨)، ومسلم (٢٩٦١) من طريق الْمِسْوَر بْن مَخْرَمَةَ.
(٢) ليست في (ح).
(٣) وفي (ح): وإني.
(٤) أخرجه البخاري (١٣٤٤)، ومسلم (٢٢٩٦) من طريق اللَّيْث بهذا الإسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>