للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تُقَدَّمُونَ الملائكة، ثم أقبل بوجهه على الناس وقال: «إِنَّ رَبِّي ﷿ قَدْ رَفَعَ لِيَ الدُّنْيَا وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا هُوَ كَائِنٌ فِيهَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ كَمَا أَنْظُرُ إِلَى كَفِّي هَذِهِ جِلِيَّانٌ مِنَ اللهِ ﷿ (١) لِنَبِيِّهِ كَمَا جَلَّى لِلنَّبِيِّينَ قَبْلَهُ، فَسَلُونِي رَدَّدَهَا ثَلَاثًا-، وَايْمُ اللهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ». فقُضِيَ أن أحدا لا يجترئ على مسألة رسول الله مرثية له من شكاته وهيبة له، فطفق باسطا كفيه رجاء أن يسأله أحد، قال: «أَمَا إِذْ لَمْ تَسْأَلُونِي، فَلَا يَلْقَى اللهَ أَحَدٌ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِلَّا أُدْخِلَ الجَنَّةَ مَا لَمْ يَخْلِطْ مَعَهَا غَيْرَهَا» - رددها ثلاثا -، فقال قائل من قاصية الناس: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وما يخلط معها غيرها؟ قال: «حُبَّ الدُّنْيَا، وَأُثْرَةً لَهَا، وَجْمَعًا لَهَا، وَرِضًى بِهَا وَعَمَلَ الْجَبَّارِينَ» (٢).

• قوله: (متلفعًا) أي: مُشْتَمِلًا، و (العطاف): الرِّداء، و (الشكاة): العِلَّة، و (جليان)؛ أي: إظهار وكشف، وقوله: (من قاصية الناس): أي من بعيد، و (الأثرة): الإيثار والاختيار، و (المرثية): الرحمة والشفقة.

١٤٥٧ - أخبرنا أبو الخير بن ررا، أخبرنا أحمد بن موسى بن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن السري، حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر، حدثني أبي، حدثني عمي- الحسين بن أبي الجهم-، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن علي أبو أيوب الأفريقي، حدثني ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر قال: أخذ رسول الله ببعض جسدي، فقال: «يَا عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى» (٣).

قال مجاهد: وقال لي عبد الله بن عمر: يا مجاهد إذا أمسيت فلا تحدث نفسك


(١) زيد في (ح) و (ب): جلَّى.
(٢) إسناده ضعيف: من أجل سعيد بن سنان الرهاوي ضعيف، وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن (٢)، وأبو نعيم فى الحلية (٦/ ١٠١) من طريق عن سعيد بن سنان بهذا الإسناد.
(٣) أخرجه البخاري (٦٤١٦)، والترمذي (٢٣٣٣) من طريق مجاهد بهذا الإسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>