للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْهَا السَّمَاءَ؛ فَفَرَجَ اللهُ فُرْجَةً رَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ. فَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ [الرَّجُلُ] (١) النِّسَاءَ، فَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا، فَأَبَتْ حَتَّى آتِيهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَسَعَيْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِائَةَ دِينَارٍ، فَجِئْتُهَا بِهَا، فَلَمَّا [وَقَعَتُ] (٢) بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللهِ، اتَّقِ اللهَ، وَلَا تَفْتَحَ الخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ عَنْهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي (٣) فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً. وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ، قَالَ: أَعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَقَّهُ فَتَرَكَهُ وَرَغِبَ عَنْهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيهَا، فَجَاءَنِي [فَقَالَ] (٤): اتَّقِ اللهَ وَلَا تَظْلِمْنِي وَأَعْطِنِي حَقِّي، فَقُلْتُ: اذْهَبْ إِلَى تِلْكَ البَقَرِ وَرَاعِيهَا فَخُذْهُ، فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ، وَلَا تَهْزَأْ بِي. فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أَهْزَأُ بِكَ، خُذْ ذَلِكَ البَقَرَ وَرَاعِيهَا، فَأَخَذَهَا فَانْطَلَقَ بِهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ مَا بَقِيَ، فَفَرَجَ اللهُ عَنْهُمْ» (٥).

• قوله: (رحت): من الرَّوَاحِ، والرواح بالعشي، و (الحلاب): قَعْبٌ (٦) يُحْلَبُ فيه، وقوله: (دأبي ودأبهم) أي: شأني وشأنهم، و (نأى) أي: بَعُدَ، و (يتضاغون) أي: يتصايحون، و (الفرق): مكيال كبير.

١٤٩١ - أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أخبرنا أبو عبد الله الجمال، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا أبو طلحة الأعمى، عن رجل قد سماه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «يَا


(١) وفي (ح): الرجال، و في (ج) أصابها طمس.
(٢) وفي (س): وقفت.
(٣) زيد في (ق): قد.
(٤) وفي (ق): وقال.
(٥) أخرجه البخاري (٢٢١٥) و (٢٢٧٢)، ومسلم (٢٧٤٣).
(٦) قال الجوهري في «الصحاح» (١/ ٢٠٤): القَعْبُ: قَدَحٌ من خَشَبٍ مُقَعَّرٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>