كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

باب الترغيب في الصدقة وفضل المتصدقين - فصل - ج: 3 - ص: 99

أنفق عليهم وإنما هم بَنِيَّ فلست بتاركتهم هكذا وهكذا؟ قال: «نَعَمْ، لَكِ فِيهِمْ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ» (١).

١٦٣٤ - قال: وأخبرنا الليث، عن هشام، [عن] (٢) عروة، عن عبيد الله بن عبد الله، عن [رائطة] (٣) بنت عبد الله امرأة عبد الله بن مسعود ﵁ وكانت امرأةً صَنَعًا، وليس لعبد الله بن مسعود مال، قال: وكانت تُنْفِقُ عليه وعلى ولده منها -، فقالت: والله لقد شَغَلْتَنِي أنت وولدُك عن الصدقة فما أستطيع أن أصَّدَّقَ معكم بشيء، فقال: ما أُحِبُّ إن لم يكن لك في ذلك أجر أن تفعلي شيئا، فسألَتْ رسول الله ﷺ هي وهو، فقالت: يا رسول الله إني امرأة ذات صنعة أبيع منها، وليس لزوجي ولا لولدي شيء فيشغلوني فلا أتصدق، فهل لي فيهم أجر؟ [قال] (٤): «لَكِ فِي ذَلِكَ أَجْرٌ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ، فَأَنْفِقِي» (٥).

١٦٣٥ - أخبرنا أبو نصر الزينبي، أخبرنا محمد بن عمر الوراق، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد، حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا سفيان الثوري، عن مُحرِز، عن يزيد الرقاشي، عن أنس ﵁، قال: قال

---

(١) أخرجه البخاري (١٤٦٧) و (٥٣٦٩)، و مسلم (١٠٠١) وغيرهما.
(٢) وفي (ج) و (س): ابن؛ وأشير في (ح) إلى اختلاف النسخ.
(٣) وفي (س): رابطة.
(٤) وفي (ق): فقال.
(٥) إسناده صحيح، وإن كان هشام بن عروة لم يسمع من أبيه؛ فإن له متابعا، وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣٤٦٨)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٣٠٣٤)، وابن حبان (٤٢٤٧)، والبيهقي (٧٧٦٠) من طريق هشام بن عروة بهذا الإسناد
وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣٤٦٨) من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ريطة- يعني امرأة عبد الله بن مسعود.