للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا كِتَّان ولا كُرسُف (١) ولا صوف. قلنا: سبحان الله، فمن أي شيء كان؟ قال: إنْ كان سَدَاهُ من شَعرٍ، وإن [كان] (٢) لُحْمَتُهُ [لمن] (٣) وَبَرِ الإبل - فأَحَسَّت نفسي أن يكون أتى بعض نسائه، فقمت ألتمسه في البيت، فوقعت يدي على قدميه وهو ساجد، فحفظت من دعائه وهو يقول: «سَجَدَ لَكَ سَوَادِي وَخَيَالِي، وَآمَنَ [بِكَ] (٤) فُؤَادِي، أَبُوءُ لَكَ بِالنِّعَمِ، وَأَعْتَرِفُ لَكَ بِالذَّنْبِ، ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ نِقْمَتِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ». قَالَتْ: فَمَا زَالَ قَائِمًا وَقَاعِدًا حَتَّى أَصْبَحَ وَقَدِ اصْفَرَّتْ قَدَمَاهُ، فَإِنِّي لَأَغْمِزُهَا وأقول: بأبي أنت [وأمي] (٥) أليس قد فعل الله بك، أليس، أليس؟ قال: «يَا عَائِشَةُ، أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا، هَلْ تَدْرِينَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ؟» قلت: وما فيها؟ قال: «فِيهَا يُكْتَبُ كُلُّ مَوْلُودٍ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَفِيهَا يُكْتَبُ كُلُّ مَيِّتٍ، وَفِيهَا تُنَزَّلُ أَرْزَاقُهُمْ، وَفِيهَا تُرْفَعُ أَعْمَالُهُمْ». قلت: يا رسول الله، [ما] (٦) أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله؟ قال: «لَا» (٧) قلت: ولا أنت؟ قال: «وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ [مِنْهُ بِرَحْمَةٍ] (٨)»؛ ومسح يده على هامته إلى وجهه (٩).


(١) الكُرْسُف: القُطْنُ. «مختار الصحاح» (ك ر س ف).
(٢) وفي (ق): كانت.
(٣) وفي (س): من.
(٤) وفي (ح): لك.
(٥) ليست في (ح).
(٦) وفي (ق): وما.
(٧) وفي هامش (ج): أي: لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله.
(٨) وفي (ق): الله برحمته، وفي (ج): الله منه برحمة.
(٩) إسناده ضعيف: أخرجه البيهقي في الدعوات الكبير (٥٣٠)، وفي فضائل الأوقات (٢٦)، من طريق محمد بن عباد المكي .... به.
هذا إسناد ضعيف فيه نصر بن كثير؛ مجهول.
وأخرجه أبو يعلى في المسند (٤٦٦١)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (٥٣٤)، من طريق عثيم، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عائشة، ..... به.
وهذا إسناد ضعيف فيه: عثمان بن عطاء بن أبى مسلم؛ ضعيف، وأبوه؛ يهم كثيرًا، ويرسل ويدلس.
وأخرجه الطبراني في الدعاء (٦٠٦)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (٩١٧)، من طريق سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، … به.
وهذا إسناد ضعيف فيه: سليمان بن أبي كريمة؛ قال ابن عَدِي: عامة أحاديثه مناكير.
قلت: والمتن لبعض فقراته شواهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>