كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

باب الترغيب في الصوم - فصل في فضل صوم المحرم وصوم ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم الاثنين والخميس - ج: 3 - ص: 241

أو: لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ -». قال: يا رسول الله كيف بمن يصوم يومين ويفطر يوما؟ قال: «وَيُطِيقُ ذَلِكَ أَحَدٌ؟ قال: فكيف بمن يصوم [يوما] (١) ويفطر يومين؟ قال: «وَدِدتُّ [أَنْ] (٢) أُطِيقَ ذَلِكَ». قال: ثم قال: «ثَلَاثَةٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، هَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ» (٣).

١٨٨٦ - قال: وحدثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أخبرنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن رجل من أصحاب رسول الله ﷺ، قال: قيل للنبي ﷺ: رجل يصوم الدهر؟ قال: «وَدِدْتُ أَنَّهُ لَمْ يَطْعَمِ الدَّهْرَ». قالوا: فثلثيه؟ قال: «أَكْثَرْ». قالوا: فنصفه؟ قال: «أَكْثَرْ؛ - ثم قال: - أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ؟ صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ» (٤).

• قوله: (وحر الصدر) أي: غِلُّهُ وغِشُّهُ.

١٨٨٧ - قال: وحدثنا أبو عبد الرحمن، قال: وفيما قرأ علينا أحمد بن منيع: حدثنا هشيم، أخبرنا حصين ومغيرة، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ

---

(١) وفي (ج): يومين.
(٢) وفي (س): أني.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه (١١٦٢)، وأبو داود في السنن (٢٤٢٥)، والترمذي في السنن (٧٦٧)، والنسائي في السنن (٢٣٨٧)، وابن ماجه في السنن (١٧١٣).
(٤) رجاله ثقات: أخرجه النسائي في السنن (٢٣٨٥)، وعبد الرزاق في المصنف (٧٨٦٧)، وابن أبي شيبة في المصنف (٩٥٥٥)، من طريق الأعمش، عن أبي عمار الهمداني، عن عمرو بن شرحبيل .... به.
وهذا إسناد رجاله ثقات.