للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يكسره لهم، ولكن قال: «سَأَغْدُو عَلَيْكَ إِنْ شَاءَ اللهُ». فغدا عليه حين أصبح، وطاف في النخل، ودعا في ثمره بالبركة. قال: فجَدَدناها، فقضينا حقوقهم، وبقي لنا من ثمرتها بقية؛ فجئت النبي فأخبرته بذلك، فقال النبي لعُمرَ وهو جالس: «اِسْمَعْ يَا عُمَرُ». فقال عمر: ألا يكون أنَّا قد عَلِمنا أنَّك رسول الله، فوالله إنَّك لَرسول الله. وقال رسول الله لأبي لُبابة في يتيم خاصمه في نخلة فقضى بها رسول الله لأبي لبابة، فبكى الغلام، فقال رسول الله لأبي لبابة: «أَعْطِهِ نَخْلَتَكَ». [فقال] (١): لا أعطيه. قال: «أَعْطِهِ إِيَّاهَا وَلَكَ عَذَقٌ فِي الْجَنَّةِ». فسمع ذلك أبو الدحداح [فقال] (٢) لأبي لبابة: أتبيع عَذقَكَ بحائطي هذا. قال: نعم. ثم جاء رسول الله فقال: النخلة التي سألت لليتيم إنْ أُعطِه أَلِيِ بها عَذْقٌ في الجنة؟ فقال رسول الله : «نَعَمْ». ثُمَّ قُتِل أبو الدحداح شهيدا يوم أحد، فقال رسول الله : «رُبَّ عِذْقٍ مُذَلَّلٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ» (٣).

• قال أهل اللغة: (جددت الثمرة): قطعتها. و (العذق) بفتح العين: النخلة، وبالكسر الغصن. و (المذلل): الذي ذلل حتى يسهل تناوله من غير مشقة.

٢٥٣٥ - أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أخبرنا ابو بكر بن مردويه، حدثنا علي بن الحسين الكاتب، حدثنا جعفر بن محمد بن مروان، حدثنا أبي، حدثنا يوسف بن الأسود أبو يعقوب البجلي، عن بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، عن عائشة أن امرأة أتتها فقالت: يا أم المؤمنين، إن عندي فَضْل ذهبٍ لي فأردت أن أضعه في أزكى ما أقدر عليه، فأُجهِّز به بعض سرايا رسول الله ، أو أحج به إلى بيت الله ﷿، أو أعود به على ولد أختٍ لي يتامى. [فقالت عائشة : اليوم يومي، والساعة يجيء رسول الله فأسأله لك،


(١) وفي (س): قال.
(٢) سقطت من (ق).
(٣) أخرجه البخاري (٢٦٠١)، ومسلم (٢٤٧١) من طريق كثيرة عن جابر.

<<  <  ج: ص:  >  >>