للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحافظ، حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن هارون، حدثنا صهيب بن محمد بن عباد، حدثنا بشر بن إبراهيم (١)، حدثنا عباد بن كثير، عن عبد الرحمن بن حرملة (٢)، عن سعيد بن المسيب، عن أنس بن مالك قال: قدم رسول الله المدينة وأنا ابن ثمان سنين، فانْطَلقَتْ بي أمي إليه، فقالت: يا رسول الله، إنه ليس أحد من الأنصار إلا وقد أَتْحَفَكَ بهديةٍ، وإني لم أجد شيئاً أُتْحِفُكَ به غير ابني هذا، فأحب أن تقبله مني يخدمك ما بدا لك. قال أنس : فخدمت رسول الله عشر سنين، ما ضربني ضربة، ولا سبني سبة قط، ولا انتهرني قط، ولا عبس في وجهي قط؛ [وقال] (٣): «يَا بُنَيَّ، اكْتُمْ سِرِّي تَكُنْ مُؤْمِنًا». قال: فكانت أمي تسألني عن الشيء من سر رسول الله فلا أخبرها به، وإن كان أزواج النبي يسألنني عن سر رسول الله ما أخبرهن به، وما أنا بمخبر [بسر] (٤) رسول الله أحدا حتى أموت. قال: وقال: «يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ يُزَدْ فِي عُمْرِكَ وَيُحِبَّكَ حَافِظَاكَ، يَا بُنَيَّ بَالِغْ فِي غُسْلِكَ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَإِنَّكَ تَخْرُجُ مِنْ مُغْتَسَلِكَ وَلَيْسَ عَلَيْكَ ذَنْبٌ وَلَا خَطِيئَةٌ». قلت: يا رسول الله، وما المبالغة في الغسل؟ قال: «أَنْ تَبُلَّ أُصُولَ الشَّعْرِ، وَتُنَقِّي [الْبَشَرَ] (٥)؛ يَا بُنَيَّ، كُنْ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ عَلَى وُضُوءٍ فَافْعَلْ، فَإِنَّهُ مَنْ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ أُعْطِيَ الشَّهَادَةَ، يَا بُنَيَّ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَزَالَ تُصَلِّي، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي عَلَيْكَ مَا دُمْتَ تُصَلِّي، يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ وَالالْتِفَاتَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا هَلَكَةٌ. يَا بُنَيَّ، إِذَا رَكَعْتَ فَارْفَعْ يَدَيْكَ عَنْ جَنْبَيْكَ، وَضَعْ كَفَّيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ. يَا بُنَيَّ، إِذا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ


(١) هو: أبو عمرو الأنصاري البصري المفلوج.
(٢) هو: عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو بن سنة، الأسلمى.
(٣) وفي (ج): فقال.
(٤) وفي (س): سر.
(٥) وفي (ق): البشرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>