كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

باب الباء - باب في الترغيب في الاعتصام بالسنة - ج: 1 - ص: 389

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

---

ابن عبسة السلمي، وهو إلى الجهالة أقرب، وقد انفرد ابن حبان بتوثيقه، وقد روى عنه جمعٌ.
وقد تابعه يحيى بن أبي المطاع القرشي، كما أخرجه ابن ماجه في «سننه» (٤٢)، وابن أبي عاصم في «السنة» (٢٦)، والحاكم في «المستدرك» (٣٣٣)، وأبو نعيم في «الحلية» (١٠/ ١١٤)، وغيرهم، ويحيى بن أبي المطاع مجهول أيضًا، فلم يوثقه إلا ابن حبان، وقال فيه ابن القطان: لا يعرف، ومع هذا فإن روايته عن العرباض بن سارية مرسلة، كما قال دحيم. وتابعهم: حجر بن حجر الكلاعي، كما أخرجه أحمد في «مسنده» (١٧١٤٥)، وابن حبان في «صحيحه» (٥)، والآجري في "الشريعة" (٨٦)، والحاكم في «المستدرك» (٣٣٢)، وابن بطة في «الإبانة» (١٤٢)، وحجر بن حجر مجهول.
وعلى كلٍ فبمجموع هذه الطرق قد ينجبر إلى التحسين، لا سيما وقد قال الترمذي فيه: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»، وقال الحاكم: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ لَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ. ووافقه الذهبي، وقال الجوزجاني: هذا حديث صحيح ثابت مشهور، حدث به الإمام أحمد بن حنبل، وصححه ابن حبان، وابن الملقن وغيرهم، ومن ضعفه له وجهٌ، والله أعلم.
فائدة: قال الإمام الترمذي في «سننه» (٥/ ٤٥): وَقَدْ رَوَى ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، عَنِ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ نَحْوَ هَذَا، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الخَلَّالُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، عَنِ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ نَحْوَهُ «وَالعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ يُكْنَى أَبَا نَجِيحٍ» وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحَدِيثُ عَنْ حُجْرِ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ نَحْوَهُ.
وقال البزار في «مسنده» (١٠/ ١٣٧): وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي ﷺ بهذا اللفظ إلا عن العرباض بن سارية.
وقال الحاكم في «المستدرك» (١/ ٣٩١): هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ لَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ، وَقَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَرُوِي هَذَا الْحَدِيثُ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الِاعْتِصَامِ بِالسُّنَّةِ وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُمَا رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَوَهَّمَا أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ رَاوٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ غَيْرِ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ الْمُخَرَّجُ حَدِيثُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ.
ينظر: «البدر المنير» (٩/ ٥٨٢)، و «تذكرة المحتاج إلى أحاديث المنهاج» (ص: ٦٦)، و «التلخيص الحبير» (٤/ ١٩٠)، و «الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير» (١/ ٤٧٣)، و «تهذيب الكمال» (٥/ ٤٧٣).