للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذه الآية: ﴿نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: ٦]. وبَيْن يديه رجل أسود فهتف بالبكاء، فنزل عليه جبريل فقال: من هذا الباكي بين يديك؟ قال: «رَجُلٌ مِنْ الْحَبَشَةِ» - وأثنى عليه معروفا -. قال: فإن الله ﷿ يقول:

«وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَارْتِفَاعِي فَوْقَ عَرْشِي، لَا [تَبْكِيَنَّ] (١) عَيْنُ عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا مِنْ خَشْيَتِي إِلَّا أَكْثَرْتُ ضَحِكَهَا فِي الْجَنَّةِ» (٢).

٥٠٥ - أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب بنيسابور (٣)، أخبرنا أبو الحسن الإسفراييني، حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا خالي، حدثنا عبد الله بن محمد القرشي، حدثني الحسن بن يحيى، حدثنا خازم بن جبلة بن أبي نضرة العبدي، عن أبي سنان، عن الحسن، عن حذيفة قال: كان شاب على عهد رسول الله يبكي عند ذكر النار حتى حبسه ذلك في البيت، فذُكِر ذلك للنبي فأتاه النبي فدخل عليه، فلما نظر إليه الشاب قام إليه فاعتقنه وخرَّ ميتا، فقال النبي : «جَهِّزُوا صَاحِبَكُمْ،؛ فَإنَّ الْفَرَقَ (٤) مِنَ النَّارِ فَلَذَ كَبِدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أَعَاذَهُ اللهُ ﷿ مِنْهَا؛ مَنْ رَجَا شَيْئًا طَلَبَهُ، وَمَنْ خَافَ شَيْئًا هَرَبَ مِنْهُ» (٥).


(١) وفي (س): يبكين.
(٢) ضعيف جدًّا: أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٧٧٨)، وفيه: محمد بن يونس بن موسى الكديمي القرشي، وهو ضعيف، قال فيه الدارقطني: كان الكديمي يتهم بوضع الحديث. ينظر: «الكامل في الضعفاء» (٧/ ٥٥٣)، و «الضعفاء والمتروكون» لابن الجوزي (٣/ ١٠٩)، و «ميزان الاعتدال» (٤/ ٧٥).
(٣) من (س) و (ج).
(٤) قال ابن منظور في «لسان العرب» (٥/ ٣٤٦٠): الفرق من النار فلذ كبده، أي: خوف النار قطع كبده.
(٥) ضعيف جدًّا: انفرد به المصنف، وفيه: حازم أو خازم بن جبلة، وهو ضعيف، لا يكتب حديثه، والحسن البصري مدلس ولم يصرح بالسماع، ولم يدرك حذيفة، والله أعلم.
وقد أخرجه أحمد في «الزهد» (١٦٧٣)، وأبو نعيم في «الحلية» (٢/ ٢٩٢)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٩٩٩)، وغيرهم، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ فَقُلْتُ: مَا عِنْدِي كَبِيرُ عَمَلٍ إِلَّا أَنِّي أَرْجُو اللهَ وَأَخَافُ مِنْهُ قَالَ: «مَا شَاءَ اللهُ، مَنْ خَافَ مِنْ شَيْءٍ حَذِرَ مِنْهُ، وَمَنْ رَجَا شَيْئًا طَلَبَهُ وَمَا أَدْرِي مَا حَسْبُ خَوْفِ عَبْدٍ عُرِضَتْ لَهُ شَهْوَةٌ فَلَمْ يَدَعْهَا لِمَا يَخَافُ، أَوِ ابْتُلِيَ بِبَلَاءٍ فَلَمْ يَصْبِرْ عَلَيْهِ لِمَا يَرْجُو» قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَإِذَا أَنَا قَدْ زَكَّيْتُ نَفْسِي، وَأَنَا لَا أَعْلَمُ. والسند إلى معاوية بن قرة رجاله ثقات. ينظر: «لسان الميزان» (٣/ ٣١٢)، و «جامع التحصيل» (ص: ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>